للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسم الكتاب سنة متبعة* كما نحا أهل المناحي الأربعة لأنه إما بأمر المصطفى* أو باجتماع الراشدين الخلفا وكل من بدّل منه حرفا* باء بكفر أو عليه أشفى (١) قال اللبيب في شرح العقيلة: «فيلزمنا اتباعهم- الصحابة رضي الله عنهم- إذ هم الأئمة، والصحابة، والعمدة، فما فعله صحابي واحد، وأمر به، فلنا الأخذ به، والاقتداء بفعله، والاتباع لأمره، فكيف وقد اجتمعت الصحابة على كتب المصحف حين كتبوه، نحو اثني عشر ألفا من الصحابة رضي الله عنهم، ونحن مأجورون على اتباعهم، ومأثومون على مخالفتهم. فينبغي لكل مسلم عاقل أن يقتدي بهم، وبفعلهم، فما كتبوه بغير ألف فواجب أن يكتب بغير ألف، وما كتبوه متصلا فواجب أن يكتب متصلا، وما كتبوه منفصلا فواجب أن يكتب منفصلا، وما كتبوه من هاء التأنيث بالتاء فواجب أن يكتب بالتاء، وما كتبوه بالهاء فواجب أن يكتب بالهاء» (٢).

ثم قال: «لأنهم لم يرسموا شيئا، إلا على أصل، وعلم، ومعرفة، وقصد، وذلك لمعان جمة علمها من علمها، وجهلها من جهلها، وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم» (٣).

الثالث: جهلهم بالصلة الوثيقة التي بين هذا الرسم ووجوه القراءات وأصواتها وأدائها.


(١) انظر: إيقاظ الأعلام لمحمد بن حبيب الله ١٦.
(٢) الدرة الصقيلة ١٨.
(٣) الدرة الصقيلة ورقة ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>