للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستدل أبو الحسن أحمد بن فارس (ت ٣٩٥ هـ) على قدم علم العربية بما فيه كتابة المصحف، على الوجه الذي يعلله النحاة، فقال:

«ومن الدليل على عرفان القدماء من الصحابة وغيرهم ذلك كتابتهم المصحف على الذي يعلله النحويون في ذوات الواو، والياء والهمز، والمدّ، والقصر، فكتبوا ذوات الياء بالياء، وذوات الواو بالواو، ولم يصوروا الهمزة إذا كان ما قبلها ساكنا، نحو الخبء (النمل: ٢٥) ودفء (النحل: ٥) وملء (آل عمران: ٩٠) فصار ذلك كلّه حجة وحتى كره بعض العلماء ترك اتباع المصحف» (١).

قال الإمام الألوسي (ت ١٢٧٠ هـ):

«والظاهر أن الصحابة- رضي الله عنهم- كانوا متقنين رسم المصحف، عارفين ما يقتضي أن يكتب، وما يقتضي ألا يكتب، وما يقتضي أن يوصل، وما يقتضي ألا يوصل،

إلى غير ذلك، لكن خالفوا القواعد في بعض المواضع لحكمة» (٢).

قال الشيخ موسى جار الله الروسي، واصفا عمل زيد بن ثابت:

«رجل كتب مصاحف عديدة، وجرى فيها على أصول له سديدة لم ينحرف عنها قط، وقد بقي عمله العظيم أزمانا مديدة، وكان لا يذهل أصلا في المواضع المناسبة عن نكات دقيقة مفيدة» (٣).


(١) انظر: الصاحبي لابن فارس ١٤، البرهان ١/ ٣٧٨.
(٢) انظر: روح المعاني ١٩/ ١٨٥.
(٣) انظر: شرح العقيلة لموسى جار الله ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>