للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أئمة القراءة ركنا من أركان قبول القراءة.

قال أبو العباس المهدوي المتوفى بعد ٤٣٠ هـ:

«لما كانت المصاحف التي هي الأئمة قد اجتمعت عليها الأمة تلزم موافقتها، ولا تسوغ مخالفتها، وكان كثير من الخط المثبت فيها يخرج عن المعهود عند الناس، مع حاجتهم إلى معرفته، لتكتب المصاحف على رسمه، وتجري في الوقف على كثير منه، لكل قارئ من القراء على مذهبه وحكمه كانت الحاجة إليه كالحاجة إلى سائر علوم القرآن، بل أهم، ووجوب تعليمه أشمل وأعم، إذ لا يصح معرفة بعض ما اختلف القراء فيه دون معرفته، ولا يسع أحدا اكتتاب مصحف على خلاف خط المصحف الإمام ورتبته» (١).

فجاءت بلاغة الرسم وفصاحته مطابقة لبلاغة القرآن وفصاحته، ويظهر ذلك من عدة وجوه:

أهمها أن الصحابة رضي الله عنهم لما كتبوا المصاحف أخلوها من النقط والشكل، ليؤدي الرسم الواحد عدة أوجه، وقراءات، ودلالات لفظية وصوتية، وإفادة بعض اللغات الفصيحة.

منها: أن هاء التأنيث كتبت في بعض المواضع بالتاء، وفي بعضها الآخر بالهاء، فزعم بعضهم أن ذلك من المملي والكاتب، فإن المملي كان إذا وصل الكلمة كتبها الكاتب بالتاء على الوصل وإذا قطع الكلمة كان لفظه بالهاء، فكتب الكاتب بالهاء على لفظه.


(١) انظر: كتاب هجاء مصاحف الأمصار للمهدوي ص ٧٥.
.

<<  <  ج: ص:  >  >>