للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أن الأنباري والمهدوي ذكرا أن لغة طيّئ ترسم بالتاء المفتوحة فيصلون بالتاء ويقفون بالتاء. وروي أنهم نادوا يوم اليمامة: يا أصحاب سورة البقرة، فقال طائي منهم: أحمد الله ما معي منها آيت» (١).

ونقل سيبويه عن أبي الخطاب «أن ناسا من العرب يقولون في الوقف «طلحت» كما قالوا في تاء الجمع قولا واحدا في الوصل والوقف» (٢) فجاء الرسم على اللغتين.

ومن بلاغة الرسم وفصاحته أنه إذا كان الحرف الواحد المرسوم لا يحتمل أكثر من وجه رسم على خلاف الأصل ليعلم جواز القراءة به، وبالحرف الذي هو الأصل.

ويتجلى ذلك في نحو قوله تعالى: الصّراط أجمعت المصاحف على رسمها بالصاد، وإن كانت السين هي الأصل، ليدل الأصل على قراءة السين، ويدلّ الرسم والخط على قراءة الصاد.

فرسم بالصاد، وهي لغة قريش، وقرئ بالسين وهي لغة عامة العرب، وكلاهما صحت به القراءة (٣).

ولو كتبت بالسين لفات ذلك، ولاعتبرت القراءة بالصاد مخالفة للأصل والرسم، ولهذا اختلف القراء في قوله تعالى: بصطة في


(١) هجاء مصاحف الأمصار ص ٨٠، إيضاح الوقف والابتداء ١/ ٢٨٢، ٢٨٧.
(٢) انظر: كتاب سيبويه ٤/ ١٦٧، إبراز المعاني لأبي شامة ٢٧٤.
(٣) انظر: الجميلة للجعبري ورقة ٤٢، الوسيلة للسخاوي ورقة ٢٠، شرح ملا علي قاري على العقيلة ورقة ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>