للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن بلاغة الرسم وفصاحته الدلالة على أصل الحركة. وبين ذلك الكرماني فقال:

«كانت صورة الفتحة في الخطوط قبل الخط العربي ألفا، وصورة الضمة واوا، وصورة الكسرة ياء، فكتبت: لأاوضعوا (١) ونحوه بالألف مكان الفتحة، وإيتايء بالياء مكان الكسرة، وأولئك ونحوه بالواو مكان الضمة، لقرب عهدهم بالخط الأول» (٢).

وقال الداني: «إن العرب لم تكن أصحاب شكل ونقط، فكانت تصور الحركات حروفا، لأن الإعراب قد يكون بها كما يكون بهن، فتصور الفتحة ألفا، والكسرة ياء، والضمة واوا، فتدل هذه الأحرف الثلاثة على ما تدل عليه الحركات الثلاث من الفتح، والضم، والكسر» (٣). وهذا التعليل يشعر بأن الرسم العثماني اجتهادي اصطلح عليه الصحابة رضي الله عنهم ويوافق رأي من قال إن الرسم العثماني كتب على ما كان عليه واقع الكتابة العربية (٤)، إلا أن الرسم العثماني حفظ لنا هذا النمط من إعراب القرآن.

فكما أن في الزيادة فصاحة وبلاغة، فكذلك في الحذف فصاحة وبلاغة، من ذلك قوله تعالى: أيّه المؤمنون (٥) ومثيلاتها حذفت


(١) من الآية ٤٧ التوبة، والراجح فيها عدم زيادة الألف، كما سيأتي في موضعها.
(٢) عجائب التفسير وغرائب التأويل للكرماني ١/ ٤٥٥.
(٣) انظر: المحكم للداني ١٧٦، حلة الأعيان ورقة ٢٥٠.
(٤) وهو ما أثبته الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه رسم المصحف.
(٥) من الآية ٣١ النور، انظر: أدب الكتّاب للصولي ٢٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>