للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الألف بعد الهاء، استغناء بالفتحة قبلها ولسقوطها أيضا في الوصل، فجاء الخط موافقا لذلك.

قال ابن الأنباري: «ومن العرب من يقول: «يأيه النبي»، و «يأيه الرّجل» وأنشد بيتا للفراء احتجاجا لهذه اللغة، فقال:

يأيه القلب اللجوج النفس (١).

أقول: فجاء رسم المصحف موافقا لهذه اللغة، وبها قرأ عبد الله بن عامر الشامي في مواضعها الثلاثة، وهي لغة لبعض العرب، حكاها الفراء والأصمعي وغيرهما من اللغويين.

وقد نبه الشيخ الإمام البلنسي على هذه اللغة في كتابه المنصف، فقال:

وحذفها هنا بعيد الهاء* على سبيل اللفظ في الأداء لأنها في الدرج دأبا تذهب* للساكنين، ولذا لا تكتب ومع ذاك قرأ ابن عامر* بضمها درجا، وقال الشاعر وساق أبياتا من الشعر احتجاجا لهذه اللغة (٢).

إن المواضع التي حذفت منها الياء في مثل قوله تعالى: يقوم (٣)، ويربّ (٤) ونحوهما الحجة فيها أنهم اكتفوا بالكسرة من الياء فحذفوها، وكثر استعمالهم لهذا الجنس فقوي الحذف.


(١) انظر: إيضاح الوقف والابتداء ١/ ٢٧٨.
(٢) انظر: تنبيه العطشان ورقة ٩٦.
(٣) من الآية ٥٣ البقرة.
(٤) من الآية ٣٠ الفرقان.

<<  <  ج: ص:  >  >>