للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسأبين في ملاحظاتي على الكتاب بعض الكلمات التي لم يظهر فيها منهج أبي داود. فالمؤلف- رحمه الله- اعتمد في عد آي القرآن على مذهب أهل المدينة، وأطلق القول في ذلك، فقال: «وعلى مصحف أهل المدينة يكون تعويلنا إن شاء الله في الهجاء وعدد الآي»، وحدّده بعدد المدني الأخير، فقال عند قوله: لعلّكم تتفكّرون (١) رأس الآية عند المدني الأخير الذي بنينا كتابنا عليه، في التعشير والتخميس، وعدد الآي» ولذلك التزمت في عزو الآيات إلى سورها على المدني الأخير موافقة لمذهب المؤلف.

وعند بداية كل سورة يذكر عدد آياتها على المذهب المذكور دون بقية المذاهب، ومن حين لآخر يذكر بعض رءوس الآي على بقية مذاهب علماء العدد. فقال عند قوله: وأولئك هم المفلحون (٢) رأس الخمس عند الكوفيين لأنهم عدّوا: ألمّ ولم يعدّها الباقون. وقال عند قوله: لا يؤمنون (٣) «رأس الخمس عند المدني والمكي، والبصري والشامي». وقال عند قوله: مصلحون (٤) رأس العشر عند الجميع حاشا الشامي وحده. لكن هذا المنهج لم يطرد ولم يتناول جميع الكتاب.

بين المؤلف بعض رءوس الآي على مذهب من عدّه، ومن لم يعدّه، إلا أنه لم يشمل جميع الكتاب بل في بعض المواضع، كقوله تعالى:


(١) من الآية ٢١٧ البقرة.
(٢) من الآية ٤ البقرة.
(٣) من الآية ٥ البقرة.
(٤) من الآية ١٠ البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>