للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتوجيه تابع للقراءة وللتلقي وللسماع، وإن كان يوافق ذلك وجها في العربية فصيحا أو أفصح، فالتماس التعليل والتوجيه بعد متابعة الرواية.

فقال عند قوله تعالى: فلم تقتلون (١) بعد أن بين الوقف على «فلم» قال: «هذا مع اتباعه من قرأ عليه لقوله صلى الله عليه وسلّم: «اقرءوا كما علمتم».

وقال عند قوله تعالى: وما أنت بهد العمي (٢) «اتباعا للمرسوم، ولمن أخذنا ذلك عنه، إذ ليس للقياس طريق في كتاب الله عزّ وجل وإنما هو سماع وتلقين لقوله صلى الله عليه وسلّم: «اقرءوا كما علمتم»، فلا يجوز أن يقرأ أحد إلا بما أقرئ وسمع تلاوة من القارئ على العالم أو من العالم على المتعلم عن قصد منهما لذلك».

ويكاد هذا التعقيب والمتابعة يكون عاما في كتابه، فقال عند قوله تعالى: وقد هدان (٣): «وحذف الياء أبو عمرو ومن وافقه في الوقف موافقة للخط، واتباعا لمن قرأ عليه من أئمته، وقرأ الباقون بحذفها في الحالين موافقة للخط، واتباعا للرسم وحسب ما قرءوا به على أئمتهم».

وقال في موضع آخر: «موافقة للرسم واتباعا لمن قرأ عليه»، وقال:

«اتباعا للرسم، ولمن قرأ عليه».

لمست في كتابه روح السهولة واليسر، وعدم التكلف والتعصب، سواء أكان ذلك فيما يتعلق بالشكل أم بالمحتوى أم بما ذهب إليه واختاره، فعباراته ولغته سهلة، كما ظهرت هذه السهولة واليسر في اختياراته


(١) من الآية ٩٠ البقرة.
(٢) من الآية ٨٣ النمل.
(٣) من الآية ٨١ الأنعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>