للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي داود، أجل من الأجل» ثم قال: «ومذهب أبي داود أرجح من مذهب أبي عمرو الداني، والخراز ما نوّه بالتعيين بلفظ الشيخ إلا في جانب أبي داود»، ثم قال: «إذ لا يلزم من كون الداني أعلم من أبي داود بالتجويد أن يكون أعلم منه بعلم الرسم، كيف وقد تبين لك أن أبا داود- رحمه الله- أبرع في علم الرسم من أبي عمرو الداني بشهادة الخراز- رحمه الله- وبما ثبت له في مسألتنا على أبي عمرو الداني» (١) ثم ذكر حججا قاطعة على براعة أبي داود في علم رسم المصاحف، وقال: «فقد ثبت أن رأي أبي داود في مسألتنا أصوب بلا شك ولا ريب» (٢).

ويقول الشيخ عبد الهادي حميتو: «واعتبر ابن نجاح عميدا لمدرسته- أي الداني-، ومفرعا لمسائله، ومبينا لمقاصده، وإن كان قد تجاوزه في كثير من الاختيارات والترجيحات بحيث يكاد يشكل مدرسة ثانية إن لم يكن كذلك فعلا» (٣).

أقول: لا يظهر أمام «التنزيل» أي كتاب آخر في فن الرسم بما فيه «المقنع» للداني، فالتنزيل إمام كتب هجاء المصاحف.

والنتيجة، أن ليس بينهما أدنى تقارب لا في المنهج ولا في الأسلوب، ولا في الطريقة، وإن كان أبو داود استفاد من شيخه أبي عمرو الداني.

فكتاب «التنزيل» يمتاز بالشمول والاستيعاب واستقصاء ظواهر الرسم كما يمتاز بالسهولة والترتيب مما يسهل الاستفادة منه، والله أعلم.


(١) رسالة مخطوطة ضمن مجموعة رقم ١٦٩/ ٨ بمكتبة الحرم.
(٢) مبحث ضبط الذي والتي ورقة ٣٣٨.
(٣) رسالة خاصة من الشيخ عبد الهادي حميتو آسفي بالمغرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>