اسم الجلالة:(الله) يشمل كل كمال؛ لأن الألوهية تشمل معاني من الكمال لا تكاد تحصى، فالله بمعنى: المألوه، أي: المعبود الذي تنجذب إليه جميع المخلوقات، بخلاف الربوبية فهو انجذاب قسري، أما بالعبادة فهو انجذاب اختياري لمن وفقهم الله عز وجل وهداهم، كما أن من معنى الألوهية: المحبة، والكمال؛ لأنه لا يستحق الألوهية إلا الكامل، ومن معاني الألوهية كذلك: الحياة، فإنه لا تكون ألوهية إلا للحي وهكذا.
وعليه فاسم الجلالة:(الله) قد تضمن الكمالات كلها، ولذلك نجد أنه إذا تأمل الإنسان هذا اللفظ عند النطق به، تجد أنه يخرج من أقصى كيان الإنسان، فإذا استشعر المسلم وهو يعبر بهذه الكلمة ما في قلبه من المعاني، وما على لسانه من اللفظ بها، يجد أنه ينجذب بهذه الكلمة إلى كمال لا ينتهي إلى حد.
إذاً: اسم الجلالة: (الله) شامل لجميع الكمال، لاسيما كما ذكرت بأن معانيه اللغوية متعددة، وكل معنى منها يدل على كمال من الكمالات التي لا نهاية لها.
وكذلك في هذه الآية قوله عز وجل:{الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة:٢٥٥]، فهذان الاسمان لله عز وجل يدخل فيهما كل كمال، وكذلك بقية أسماء الله عز وجل الجامعة التي سيعدها الشيخ هنا، إذ أنها من الأسماء أو الألفاظ ذات المعاني المتعددة التي تشتمل على الكمال، مثل:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ}[الإخلاص:١ - ٢] و {الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ}[التحريم:٣] و {الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[يونس:١٠٧] و {السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الإسراء:١] إلى غير ذلك من أسماء الله عز وجل.