للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٣ - الأدب الإسلامى]

الأدب الإسلامى قسم من الأدب العربى، ويقابله الأدب الجاهلى.

ويبدأ الأدب الجاهلى باستقلال عرب الشمال (العدنانيون) عن عرب الجنوب (اليمنيون) فى منتصف القرن الخامس الميلادى، وينتهى بظهور الإسلام سنة ٦٢٢ م.

ويبدأ الأدب الإسلامى بظهور الإسلام إلى الآن، وقد قسّمه علماء تاريخ الأدب بحسب الزمن، وأطلقوا على كل حقبة زمانية عصرًا على الوجه الأتى:

(أ) عصر صدر الإسلام، ويشمل: عصر النبوة والخلفاء الراشدين ودولة بنى أمية حتى سقوطها عام ١٣٢هـ.

(ب) العصر العباسى، ويبدأ بقيام دولتهم عام ١٣٢هـ إلى سقوط بغداد على أيدى التتار عام ٦٥٦هـ.

(ج) العصر المملوكى، ويبدأ من سقوط بغداد ثم ينتهى بظهور النهضة الحديثة سنة ١٢٣٠هـ.

(د) العصر الحديث، ويبدأ بحكم محمد على لمصر، وما يزال إلى الآن (١).

وثمة ضوابط أخرى تميز بين الأدب الإسلامى قد تاًثر فى صورته ومعناه بمبادئ الإسلام وقيمه، وتحرر من الأعراف والتقاليد والموضوعات والأغراض التى خضع لها الأدب الجاهلى شعرا ونثرًا (٢).

فعفَّت ألفاظه، وسمت معانيه، واستهدف نصرة الحق الذى جاء به الإسلام (٣) ودعا إلى الفضائل والأخلاق الكريمة، وسار مع الدعوة الإسلامية حيث سارت. (٤).

وقد بدأ هذا التحول على أيدى شعراء الدعوة الإسلامية فى المدينة المنورة بعد الهجرة الكبرى إليها، أمثال: حسان بن ثابت. وعبدالله بن رواحه، وكعب بن زهير.

ومع قيام الصحوة الاسلامية المعاصرة برز معنى جديد لمصطلح الأدب الاسلامى، وهو حصرمفهومه فى كل نتاج فنى، التزم بتوجيهات الإسلام شكلا ومضمونا وناصر قضاياه، فخمريات أبى نواس وغزله بالمذكر تعد من الأدب الإسلامى حسب التقسيم الزمنى أما فى ظل المفهوم الجديد فخارجة عنه، كما تخرج بعض أعمال الأدباء المعاصرين أمثال: نازك الملائكة فى بعض قصائدها، وعبد الرحمن البياتى وأودونيس، وبعض كتابات نجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس وغيرهم.

بيد أن هذا المفهوم لم يستقر حتى الآن (٥) رغم اهتمامات بعض الجامعات الإسلامية بهذا النوع من الأدب الإسلامى.

والأدب الإسلامى فى المفهوم العام المعاصر لا يمنع من عدّ الأعمال الأدبية التى تعالج مشكلات الخير والشر أدبا إسلاميا شريطة أن تكون النهاية هى انتصار الخير، وألا يهتم فيها بالمغالاة فى وصف الشر بالبطولة أو الامتداد الزمنى داخل العمل الأدبى نفسه، لئلا يترك تاًثيرا قويا فى طباع المتلقى وبخاصة النشء (٦).

أ. د/عبد العظيم إبراهيم المطعنى


الهامش:
١ - تاريخ الأدب العربى، أ. أحمد حسن الزيات، دار نهضة مصر، ط٢٤، ص٥.
٢ - فى الأدب الإسلامى والأموى، د/سليمان حسن ربيع، مطبعة السعادة القاهرة ط٢، ١٣٨٣هـ ١٩٦٤م، ص٤٩.
٣ - دراسات فى أدب الدعوة الإسلامية، د/محمد حسن زينى، نادى مكة الثقافى، ط١، ١٤٠٣هـ، ص٤٧، ٤٨.
٤ - خصائص الأدب الإسلامى، أنور الجندى، دار الفكر، القاهرة.
٥ - منها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ومجلة الأدب الإسلامى "السنوى" التى تصدرها رابطة الأدب الإسلامى.
٦ - الفكرة مستوحاة من منهج عبدالحميد جود السحار فى مجموعته القصصية "همزات الشياطين"

<<  <   >  >>