للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٦٢ - أيام العرب]

اصطلاحا: ذكر الروايات العربية عن الحروب والمعارك التى نشبت بين القبائل العربية فى الجاهلية، وقد يكون مع أحد الطرفين قوات غير عربية كما حدث فى يوم "ذى قار" حيث كان الفرس يمثلون طرفا رئيسيا فى المعركة، ويعاونهم بعض العرب.

وأيام العرب كثيرة ومختلفة الأهمية، فمنها ما هو واسع النطاق اشتركت فيه قبائل كثيرة، ومنها ماهو ضيق النطاق حدث بين عدد من القباتل.

وأيام العرب تسمى بشىء بارز اتصل بهذه الحروب، مثل حرب البسوس التى سُمِّيت باسم البسوس خالة جسّاس بن مرة، وهى صاحبة الناقة التى كانت سببا فى هذه الحرب، ومثل ذلك يقال عن داحس والغبراء فهما اسمان لفَرسَين كانا سبب هذه المعارك، وقد تعرف باسم المكان الذى جرت فيه المعركة، مثل معركة "ذى قار" فهو مكان بين واسط والكوفة، وقد اتبع ذلك فى تسمية المعارك الإسلامية فيما بعد كغزوة بدروأحد. (١)

ويقال: إن أيام العرب بلغت سبعمائة وألف يوم، وهو رقم مبالغ فيه إلا إذا لاحظنا المعارك الصغيرة التى كانت تقع بين الرعاة بعضهم البعض.

وسنعرض هنا نماذج عن أشهر هذه المعارك:

البسوس:

من أهم أيام العرب، التى كانت الحرب فيها بين بكر وتغلب، وقد استمرت أربعبن سنة، وسببها: أن كليبا بين ربيعة من تغلب رمى بالنبل ناقة البسوس بنت منقذ، وهى خالة جساس بن مرة من بكر، وكان كليب زوجا لجليلة أخت جساس، فاستجارت البسوس بجسَّاس، فقتل جَّساس كليبا، فقامت الحرب التى أنهكت الجميع، وعندما جلست نساء تغلب فى مأتم كليب طلبن أن تخرج جليلة أخته القاتل من المأتم، فخرجت باكية، وأنشدت قصيدة تُعَدَّ من جيد الشعر العربى، أهم ما جاء بها:

يا قتيلا قَوَّض الدهرُبه * سقف بيتىَّ جميعا من عَلِ

هدم البيتَ الذى استحدثتُهُ * وأثنى فى هدم بيتى الأولِ

ومما قاله المُهَلهَلُ أخو كليب فى وصف هذه المعارك:

"قد فنى الحيَّان، وثكلت الأمهات، وتيتم الأولاد، دموع لا تنقطع، وأجساد لا تدفن".

داحس والغبراء:

هما فرسان، وكانت داحس ملكا لقيس بن زهيرمن عبس، والغبراء ملكا لحمل بن بدر من ذبيان، وقد أقيم سباق بين الفرسين وكان السبق لداحس، ولكن رجلا من ذبيان لطمه؛ فشغله، وأضاع عليه السبق، فبدأ الصراع الذى طال وامتد، وهلك فيه عدد كبير من الناس والحيوان والمتاع.

يوم ذى قار:

يوم من أيام العرب فى الجاهلية، ويقال: إنه حدث يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل بعد ذلك. و"ذو قار"،موضع بين واسط والكوفة على مشارف الصحراء، وكان ذلك اليوم بين الفرس تؤيدهم تغلب وإياد وبين جيشن عربى اشتركت فيه ربيعة وبكر وبنو عجل وبنو شيبان. وقد انهزمت الفرس وولوا الأدبار، وتبعتهم بكر تضرب وتقتل، ولا تلتفت لغنائم أو أسرى، فحققت بذلك نصرا عظيما. ويعد هذا اليوم من مفاخر التاريخ العربى، ومنه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من الفرس وبى نصروا)

أ. د/أحمد شلبى


الهامش:
١ - مجمع الأمثال الميدانى ١/ ١٧.

مراجع الاستزادة:
١ - مجمع الأمثال الميدانى، طبعة بيروت ١٩٢٧م.
٢ - أيام العرب الزبير بن بكار، القاهرة ١٩٣٢م.
٣ - الأغانى أبو الفرج الأصفهانى، دار الكتب المصرية

<<  <   >  >>