للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٣ - الخاطر]

لغة: ورد الخاطر فى لسان العرب بعدة معان:

١ - ما يجول فى القلب من تخطيط وتدبير.

يقول عنه ابن سيده: ما يخطر فى القلب من تدبير أو أمر، تقول: خطر ببالى، وعلى بالى كذا أى جال ببالى كذا، وخطر الشيطان بين الإنسان وقلبه أى أوصل الشيطان وسواسه إلى قلبه.

٢ - المتبختر فى مشيته.

يقال خطر فلان يخطر إذا تبختر فى مشيته، والفحل يخطر بذنبه عند الوعيد من الخيلاء، وفى حديث مرحب- وهو فارس يهودى قتله علىٌّ - رضي الله عنه - يوم خيبر ... فخرج يخطر بسيفه " أى يهزه

معجبا بنفسه.

٣ - ارتفاع القدر والمال والشرف والمنزلة عند الرجل. تقول رجل خطير: أى عظيم المنزلة والشرف.

٤ - السبق الذى يترامى عليه فى التراهن. من خطر يخطرُ، تقول؛ تخاطر القوم على الأمر أى تراهنوا عليه.

٥ - الإشراف على الهلاك: يقال: خاطر الإنسان بنفسه متى ألقى الإنسان بنفسه، فى مواطن الخطر، حتى أوشك على الهلاك.

واصطلاحا: عند علماء الكلام، هو ما يلقى فى النفس ويجول فيها؛ ذلك لأن ما يجرى فى النفس على خمس مراتب.

الأولى: الهاجس، وهو ما يلقى فى النفس ولا يجول فيها.

الثانية: الخاطر، وهو ما يلقى فى النفس ويجول فيها.

الثالثة: حديث النفس، وهو ما يتردد فى النفس بين فعل الخاطر أو تركه.

الرابعة: الهمّ، وهو توجه النفس نحو الفعل والميل إليه.

الخامسة: الفعل، وهو العزم والتصميم ومباشرة الفعل وإتيانه.

ويرى علماء الكلام أن المراتب الأربع الأوليات لا يعاقب الإنسان عليها، أما الخامسة فهى موطن الثواب والعقاب.

ولذلك قال بعض علماء التفسير عن تناولهم لقول الله تعالى:} ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ... {إن همه - عليه السلام - حتى لو فرضنا جدلاً أنه كان للمعصية، فإن الهمّ غير معاقب عليه شرعاً.

أ. د/ عبد السلام محمد عبده


المراجع
١ - لسان العرب لابن منظور، مادة (خطر)، بيروت، دار صادر.
٢ - مفاتيح الغيب للإمام الرازى.
٣ - عصمة الأنبياء للإمام الرازى

<<  <   >  >>