للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[١٠ - الحدث]

لغة: الحدث من الحدوث، وهو الوقوع والتجدد، وكون الشيء بعد أن لم يكن، ومنه يقال: حدث به عيب، والحدث اسم من أحدث الإنسان إحداثا: بمعنى الحالة الناقضة للوضوء. ويأتى بمعنى الأمر الحادث المنكر الذى ليس بمعتاد ولا معروف، ومنه محدثات الأمور (١).

واصطلاحا: يطلق ويراد به:

١ - الوصف الشرعى أو الحكمى الذى يحل فى الأعضاء، ويزيل الطهارة، ويمنع من صحة الصلاة ونحوها. فيكون قائما بأعضاء الوضوء كما فى الحدث الأصغر. وبجميع البدن فى الحدث الأكبر.

٢ - الأسباب التى توجب الوضوء أو الغسل وهى نوعان:

أولا: أسباب الحدث المتفق عليها:

اتفق الفقهاء على أن الخارج المعتاد من السبيلين كالبول، والغائط، والمنى، والمذى، والودى، والريح، وأيضا دم الحيض والنفاس، يعتبر حدثا حقيقيا قليلا كان الخارج أو كثيرا؛ لقوله تعالى: {أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء}. (المائدة ٦).

وهذه الأسباب بعضها حدث أكبر يوجب الغسل كخروج المنى، والحيض والنفاس، وبعضها حدث أصغر يوجب الوضوء فقط كالبول والغائط والمذى والودى والريح.

ثانيا: أسباب الحدث المختلف فيها:

(أ) ما يخرج من السبيلين نادرا: كالدود والحصى والشعر وقطعة اللحم ونحوها. كما اختلفوا فى الريح الخارجة من الذكر أو قبل المرأة على اعتبار أنها اختلاج وليست فى الحقيقة ريحا منبعثة عن محل نجاسة.

(ب) الخارج من غير السبيلين: إذا لم يكن نجسا لا يعتبر حدثا باتفاق الفقهاء أما إذا كان نجسا فاختلفوا فيه كالدم، والقيح، والصديد، والقىء ملأ الفم من مرة.

والحدث الحُكمَىْ: هو ما يكون سببا لخروج الحدث الحقيقى غالبا فيقام السبب مقام المسبب احتياطا. فيأخذ حكم الحدث الحقيقى شرعا، ويدخل فى هذا النوع:

زوال العقل، أو عدم التمييز؛ وذلك بالنوم والسكر، أو الإغماء، أو الجنون، أو نحوها.

وهذه الأسباب متفق عليها بين المذاهب فى الجملة.

(هيئة التحرير)


المراجع
١ - لسان العرب لابن منظور، والمصباح المنير مادة (حدث).

مراجع الاستزادة:
١ - حاشية ابن عابدين١/ ٩٥، ٩٦.
٢ - جواهر الإكليل على مختصر خليل، للأبي ١/ ٢٠ مطبعة دار إحياء الكتب العربية، القاهرة.
٣ - المغنى، لابن قدامة ١/ ١٧٣ - ١٧٥، طبعة دار هجر القاهرة.

<<  <   >  >>