للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢١ - الجَنَّة

لغة: جنَّ: استتر، والجنان من كل شىء جوفه، والجَنَان: ما استتر، والجَنَّة: الحديقة ذات النخل والشجر والبستان، والجمع جنان، كما فى الوسيط.

واصطلاحا: الدار التى أعدها الله للمتقين جزاء لهم على إيمانهم الصادق وعملهم الصالح وقد أطلق عليها القرآن عدة أسماء، منها: جنة المأوى، وجنة عدن، ودار الخلد، والفردوس وغيرها.

وقد جاء فى القرآن أن الجنة عرضها عرض السموات والأرض. والجنة لا يدخلها إلا من قام بجلائل الأعمال، واتصف بكرائم الصفات قال تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون، وعدا عليه حقا فى التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم. التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين} (التوبة ١١١ - ١١٢).

ووصف الله الجنة بأن نعيمها دائم، وسرورها لا ينفد، وكل ما فيها بغير حساب، وأنهارها كثيرة ففيها أنهار من ماء، وأنهار من لبن، وأنهار من خمر، وأنهار من عسل، بلا حساب وتنحدر من الفردوس الأعلى.

إن الرزق الذى يقدم لهم من الطعام والشراب يطوف به خدم من الولدان إذا رأيتهم حسبتهم لفرط جمالهم لؤلؤا منثورا، ولباسهم فيها حرير من سندس وإستبرق، وحليتهم الذهب، ومساكنهم طيبة، وهى {غرف من فوقها غرف مبنية تجرى من تحتها الأنهار} (الزمر ٢٠).

وأهل الجنة نزع من صدورهم الغل إخوانا على سرر متقابلين، وهذا النعيم فوق ما يتصور البشر، ففى الحديث الذى رواه البخارى: "يقول الله عز وجل: أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اقرأوا إن شئتم {فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين} (السجدة ١٧) فنعيم الآخرة لا يشبهه شىء من نعيم الدنيا، وإن شابهه فى الاسم فهو مختلف فى الصفة.

ونساء الجنة مطهّرات وهن الحور العين، فلا بول ولا غائط ولا حيض ولا نفاس ولا ولادة وكلما جاها زوجها وجدها بكرا {إنا أنشأناهن إنشاء. فجعلناهن أبكارا. عربا أترابا. لأصحاب اليمين} (الواقعة ٣٥ - ٣٧).

وأعلى نعيم أهل الجنة هو رؤية الله عز وجل ومناجاته والفوز برضاه، قال تعالى: {وجوه يؤمئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة} (القيامة ٢٢ - ٢٣)، وقوله: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} (يونس ٢٦).

والجنة خالدة لا تفنى، وكذلك النار، وأهل كل منهم مخلدون، لا يدركهم الموت ولا يلحقهم الفناء، {وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها} (هود ١٠٨).

فهل من مشمر إلى الجنة. كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ألا هل من مشمر إلى الجنة؟ فإن الجنة لا حظر لها، هى وربّ الكعبة نور يتلألا، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ومقام فى أبد، فى دار سليمة، وفاكهة خضرة، وحبرة، ونعمة، فى محلة عالية بهية" قالوا: نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها. قال: " قولوا إن شاء الله " فقال القوم: إن شاء الله. (رواه ابن ماجة عن أسامة بن زيد).

(هيئة التحرير)


المراجع
١ - المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، ١/ ١٤٦ دار المعارف، ط ٣، القاهرة.
٢ - العقائد الإسلامية، للشيخ سيد سابق، ص ٢٦٩ وما بعدها- دار الكتب الحديثة ط ٣ - ١٩٧٦ م.
٣ - منهج القرآن فى عرض عقيدة الإسلام- لجمعة أمين عبد العزيز، ص ٤٥٦ - دار الدعوة ط ٢ - ١٩٩١ م.
٤ - صحيح البخارى، ط المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
٥ - منهج القرآن ص ٤٥٩.
٦ - الإيمان د/ محمد نعيم ياسين.
٧ - التذكرة فى أحوال الموتى وأمور الآخرة، للإمام القرطبى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا- دار العنان ط ١ - ١٩٩٨م.

<<  <   >  >>