للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٦ - اللُّقَطة

لغة: هى الشىء الذى تجده ملقى فتأخذه (١).

وشرعا: أخذ مال محترم من مضيّعه؛‍‍‍ ليحفظه، أو ليتملكه بعد التعريف (٢).

حكمها: من ظفر بلقطة فى موات أو طريق، فله أخذها أو تركها، وأخذها أولى إذا كان على ثقة من القيام بها وإذا أخذها وجب عليه أن يعرف ستة أشياء: وعاءها، عفاصها، ووكاءها، وجنسها، وعددها ووزنها، ويحفظها فى حرز مثلها (٣).

وللقطة أربعة أضرب:

الأول: ما يبقى على الدّوام كالذهب والفضة وحكمه اشتراط التعريف.

الثانى: ما لا يبقى كالطعام والرطب، فهو مخير بين أكله وغرمه أو بيعه وحفظ ثمنه. الثالث: ما لا يبقى إلا بعلاج كالرطب، فيفعل ما فيه المصلحة من بيعه، وحفظ ثمنه أو تجفيفه وحفظه.

الرابع: ما يحتاج إلى النفقة كالحيوان.

وإذا أخذ الملتقط اللقطة فهلكت فى يده، فإن أشهد عليها بأن قال للناس إنى وجدت لقطة، فمن طلبها فدلوه علىّ؛ فإنه لا يضمن، ولو لم يُشهد فعند أبى حنيفة يُضمّن، ويجب عليه إذا أخذ اللقطة؛ ليردها إلى صاحبها وأشهد عليها رفع الأمر إلى القاضى.

ومدة بقاء اللقطة فى يد الملتقط بعد التعريف لها إذا كانت من الشىء النفيس فله سنة، أما إذا كانت من الشىء الدنى الذى قيمته فى حدود عشرة دراهم، لا ينقص من شهر، ولو مضى وقت التعريف، ولم يظهر صاحب اللقطة وكان الملتقط موسرا لا يحل له أن ينفقها على نفسه، ولكن يتصدق بها على الفقراء، وإن كان معسرا له أن يتصدق على نفسه، وإن شاء يتصدق بها على الفقراء، فإن ظهر صاحب اللقطة، فإن شاء أمضى الصدقة، وله ثوابها وإن شاء أخذ من المتصدَّق عليه، وإن شاء ضمّن الملتقِط (٤).

وتدفع اللقطة إلى من يدعيها إذا أقام البينة، فإن ذكر علامات فيها فإن شاء الملتقط صدّقه، ودفعها إليه وإن شاء امتنع حتى يقيم البينة.

(هيئة التحرير)

١ - المعجم الوسيط، ط مجمع اللغة العربية، مادة (لقط)، ٢/ ٨٦٧، ١٩٨٥م.

٢ - كفاية الأخيار فى حل غاية الاختصار: تقى الدين الحصنى، ٢/ ٣ - ط الشئون الدينية، قطر د. ت.

٣ - تحفة الفقهاء؛ علاء الدين السمرقندى ٣/ ٦١٠، تحقيق: د/ محمد زكى عبد البر، ط جامعة دمشق، ط أولى- ١٩٥٩م.

٤ - السابق: ٣/ ٦١٢.


المراجع
١ - بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع: للكاسانى، دار الكتب العلمية، بيروت ١٩٨٦م.
٢ - الفواكه الدوانى: أحمد النفراوى، ط البابى الحلبى، ط ثانية- ١٩٥٥م.
٣ - نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج: شمس الدين الرملى ط البابى الحلبى، القاهرة.

<<  <   >  >>