للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٧ - الرجاء]

لغة: له معان منها:

الأمل: والأمل نقيض اليأس، تقول رجوت الخير، بمعنى أمَّلت الخير.

التوقع: تقول رجوت قدوم محمد بمعنى توقعت قدوم محمد.

الخوف: فقد جاء فى التنزيل: {ما لكم لا ترجون لله وقارا. وقد خلقكم أطوارا} (نوح ١٣ - ١٤).

والرجا (مقصور): ناحية كل شىء؛ وخص بعضهم به ناحية البئر من أعلاها إلى أسفلها، وتجمع على أرجاء قال الله تعالى: {والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} (الحاقة ١٧).

والرجو: المبالاة، يقال ما أرجو أى ما أبالى.

وأرجأ الأمر: أخَّره تقول أرجأت الأمر، وأرجيته إذا أخرته، ومنه المرجئة، وهم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة، وسموا مرجئة، لاعتقادهم أن الله تعالى أرجأ تعذيبهم على المعاصى (١). ورجيه وترجاه، وارتجاه ورجاه: بمعنى واحد.

واصطلاحا: الرجاء هو التماس الخير من الأعلى، وهو دائما من الإنسان لخالقه.

وعلماؤنا يفرقون بين الرجاء والالتماس الذى يكون بين المتساويين، والطلب الذى يكون من الأعلى للأدنى.

ومن معالم الرجاء فى الإسلام:

١ - أن يكون الرجاء فى الله تعالى فلا يرجون أحدا إلا ربهم.

٢ - أن يكون الرجاء للخير لملتمس الرجاء أو لغيره.

٣ - أن يتحين طالب الرجاء لرجائه الأوقات الطيبة كوقت السحر من الليل، وبعد زوال الشمس من نهار رمضان، والأيام الطيبة كيوم عرفات وليلة القدر من رمضان.

٤ - أن يكون طالب الرجاء طائعا، مستقيما على شرع الله تعالى فلا يجوز لمن عصى ربه أن يرجو ربه.

٥ - أن يثق طالب الرجاء فى الله الذى يرجوه، وأن يطمئن إليه مهما كان رجاؤه.

ومن آثار الرجاء فى نفس المسلم:

أ- قتل اليأس والقنوط فى نفوس الراجين، فإذا أذنب المسلم فعليه ألا ينساق تحت وطأة الشعور بالذنب بل عليه أن يبادر بالتوبة، وأن يرجو من ربه قبولها، وأن يدرك أن رحمة الله تعالى وسعت كل شىء.

ب- أن يدعو إلى التفاؤل، ويشحذ الهمم إلى العمل، وهاهو القرآن الكريم يدعو أمته إلى مواصلة الجهاد ويشد من أزرهم فى ميادين القتال حين يذكرهم بأنهم يرجون من الله تعالى ما لا يرجو غيرهم فيقول لهم: {ولا تهنوا فى ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليما حكيما} (النساء١٠٤).

جـ- أنه يجلب الطمأنينة إلى نفس المسلم الذى يرجو ربه؛ فالمسلم حين يرجو ربه يبرأ من حوله إلى حول الله، ويخرج من طوله إلى طول الله، فلا يلوذ بحمى ما لجأ إليه خائف إلا بذل خوفه أمنا.

أ. د/ عبد السلام عبده

١ - انظر لسان العرب لابن منظور، ٢/ ١٥٨٣ مادة (رجو).


المراجع
١ - جامع العلوم الملقب بدستور العلماء، لعبد النبى بن عبد الرسول الأحمد نكرى- طبع الهند ط ثانية ١٩٨٥م.
٢ - كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوى- ط خياط- بيروت.
٣ - اللمع: نصر الدين الطوسى- تحقيق د/ عبد الحليم محمود وآخر.

<<  <   >  >>