للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[١٨ - الحديث القدسي]

لغة .. القدسى مأخوذ من قدُس بمعنى طهُر، والتقديس: التطهير والتبريك، والقُدْس: البركة، ومنه روح القدس: وهو جبريل عليه السلام.

واصطلاحا .. كلام مضاف إلى الله تعالى منقول إلينا آحادا عنه (صلى الله عليه وسلم) وهو وحى غير متلو، وإضافته إلى الله تعالى وهو الأغلب، ونسبته إليه سبحانه وتعالى نسبة إنشاء" لأنه المتكلم به أولا.

وقد يضاف إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) ? باعتبار أنه المخبر به عن الله عز وجل .. ويسمى هذا النوع من الحديث: الحديث القدسى .. أو الإلهى .. أو الربانى

والأحاديث القدسية لا تنحصر فى كيفية من كيفيات الوحى، بل بجوز أن تنزل برؤيا النوم. أو الإلقاء فى الروع، أو على لسان الملك ..

يذكر العلماء رواية الحديث القدسى فى صيغ متعددة؛ من يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما يرويه عن ربه، وهى عبارة السلف .. أو يقال: قال الله عز وجل فيما يرويه عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو يقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيما يحكيه عن ربه... أو يقال: جاء فى الحديث القدسى بدون لفظ رواية، ولا حكاية. وهل هناك مغايرة بين: يرويه عن ربه .. ويحكيه عن ربه؟ منهم من يرى المغايرة فيقول: إذا أطلق الصحابة عبارة "فيما يرويه عن ربه " فيراد منه أن النبى (صلى الله عليه وسلم) بلغنا الحديث بلفظه الذى نزل من عند الله عز وجل كما نزل لفظ القرآن، ولذا سمى: قدسيا وأما لفظ الحديث "فيما يحكيه عن ربه " فيراد منه أن النبى (صلى الله عليه وسلم) حكى لنا ذلك اللفظ بلفظ مرادف من كلامه هو (صلى الله عليه وسلم)، ولذا سُمِّى: حديثا.

من العلماء من يرى أن عدد الأحاديث القدسية محدودة فى حدود المائة أو تزيد قليلا، ولكن المناوى أوصلها إلى مائتين واثنين وسبعين حديثا كما فى كتابه (الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية). وقد عزاها إلى من خرجها فى كتابه، ولكن كثيرا منها غير صحيح.

والحديث القدسى نوعان:

(أ) ما كان لفظه ومعناه من عند الله سبحانه وتعالى، وبلغنا إياه الرسول (صلى الله عليه وسلم) دون تصرف منه.

والفرق بينه وبين القرآن حينئذ: أن الحديث القدسى وحى غير متلو، والقرآن وحى متلو، متعبد بتلاوته معجز بلفظه، ولا ينزل على الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلا فى حال اليقظة ... إلخ

(ب) ما كان لفظه من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومنسوب إلى الله عز وجل باعتبار أنه المتكلم به أولا، والمنشئ له.

وحينئذ هناك فرق بينه وبين الحديث النبوى باعتبار أن لفظ الحديث النبوى دائما من عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم).

أ. د مصطفى محمد أبو عمارة


المراجع
١ - فتح المبين لشرح الأربعين ص ٢٠١ لابن حجر الهيثمى، ط - عيسى البابى الحلبى.
٢ - الوحى إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) للشيخ عبد اللطيف السبكى - إصدار- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
٣ - قواعد التحديث للقاسمى، ص ٦٤ - الطبعة الثانية- سنة، ١٩٦١ م.
٤ - محاضرات فى علوم الحديث، للشيخ/ مصطفى التازى - ١/ ٩٤ - ط الرابعة سنة ١٩٧١ م
٥ - المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، مادة (قدس).

<<  <   >  >>