محمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنه، فإنه فرع كثيرا، وألف كتبا كثيرة حتى قالوا: إنه ألف في الدين ٩٩٩ كتابًا. ثم عكف العلماء عليها، خصوصا منها: مبسوطه الشهير بكتاب الأصل، فإنه من أجل الكتب وأكبرها وأبسطها، بل هو بحر لا ساحل له. تراه يذكر مسألة فيفرع عليها فروعا كثيرة، حتى شعب المتعلم في ضبطها ويعجز عن وعيها؛ وإليه أشار الإمام المزني حين سئل عن أهل العراق حيث قال في حقه: أكثرهم تفريعا - على ما رواه الخطيب بسنده في تاريخ بغداد؛ وذكره غيره أيضا: كتاب إذا طالعه عالم يتحير من تبحّر مؤلفه، وتغلغله في الفقه، وتخريج المسائل الكثيرة من مسألة واحدة، ويتشعب ويتفرع من مسألة مائة مسألة.
وفي الجزء الثاني من كشف الظنون ص ١٥٨١ من الطبع الجديد بعد ما ذكر مبسوط الإمام أبي يوسف رضي الله عنه: وللإمام محمد الشيباني المتوفي سنة تسع وثمانين ومائة "مبسوط"، ألفه مفردا، فأولا ألف مسائل الصلاة وسماه "كتاب الصلاة"، ومسائل البيع وسماه "كتاب البيوع"، وهكذا الأيمان والإكراه: ثم جمعت فصارت مبسوطا، وهو المراد حيث ما وقع في الكتب: قال محمد في كتاب فلان - الخ.
وذكر محمد بن إسحاق النديم في فهرسته ص ٢٨٧: ولمحمد من الكتب في الأصول: كتاب الصلاة، كتاب الزكاة. كتاب المناسك، كتاب نوادر الصلاة، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب العتاق وأمهات الأولاد، كتاب السلم والبيوع، كتاب المضاربة الكبير، كتاب المضاربة الصغير، كتاب الإجارات الكبير، كتاب الإجارات الصغير، كتاب