الزاهد، قال سمعت أحمد بن يحيى يقول: توفي الكسائي ومحمد بن الحسن في يوم واحد، قال الرشيد: دفنت اليوم اللغة والفقه.
أخبرنا أبو نعيم الأصبهاني الحافظ قال نبأنا أبو طلحة تمام بن محمد بن علي الأزدي بالبصرة قال أنشدنا القاضي محمد بن أحمد بن أبي حازم قال أنشدنا الرياشي قال: أنشدنا اليزيدي لنفسه يرثي محمد بن الحسن والكسائي وكانا خرجا مع الرشيد إلى الري فماتا بها في يوم واحد:
أتيت على قاضي القضاة محمد … فأذْوَيْتُ دمعي والعيون هجودُ
وقلتُ إذا ما الخطب أشكل من لنا … بايضاحه يومًا وأنت فقيدُ
وأقلقني موت الكسائي بعده … وكادت بي الأرض الفضاء تميدُ
هما عالمانا أوديا وتُخُرِّما … فما لهما في العالمين نديد
أخبرنا على بن أبى على قال نا طلحة بن محمد قال حدثني مكرم بن أحمد القاضي قال نا أحمد بن محمد بن المغلس قال نا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني ابن أبي رجاء القاضي قال: سمعت محمويه - وكنا نعده من الأبدال - قال: رأيت محمد بن الحسن في المنام فقلت: يا أبا عبد الله! إلى ما صرت؟ قال قال لي: إني لم أجعلك وعاء للعلم وأنا أريد أن أعذبك. قلت: فما فعل أبو يوسف؟ قال: فوق. قلت: فما فعل أبو حنيفة؟ قال: فوق أبي يوسف بطبقات - انتهى ما قاله الخطيب في تاريخه بلفظه ج ٢ ص ١٧٢ منتخبا منه ما ناسب المقام وصح عند المنصفين من العلماء. ومناقب هذا الإمام كثيرة، فإن شئت التفصيل فعليك بلوغ الأماني في سيرة الإمام محمد بن الحسن الشيباني - فرضي الله عنه وأغدق جدثه.