للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدخل حماما قط، إذ أن الحمامات لم تكن معروفة في الحجاز في عصره عليه الصلاة والسلام (١)، مما يدل على أن الكلام موضوع على لسان أنس.

هـ - كون المروي خبرا عن أمر جسيم تتوافر الدواعي على نقله، ثم لا يرويه إلا واحد، فإن انفراد هذا الواحد برواية هذا الحديث مع جسامة موضوعه، وعظيم شأنه، دليل على أن هذا الواحد مختلق كذاب.

ومن أمثلته: "أن الشمس ردت لعلي -رضي الله عنه- بعد العصر والناس يشاهدونها". ولا يشتهر هذا الحدث أعظم اشتهار، ولا يعرفه إلا أسماء بنت عميس (٢).

ويمثل له الأصوليون بقتل الخطيب على المنبر، ولا ينقله إلا واحد من الحاضرين (٣).

و - أن يكون المروي قد تضمن الإفراط بالوعيد الشديد على الأمر الهين اليسير.

ومثاله: ما يروى: "من أكل الثوم ليلة الجمعة فليهو في النار سبعين خريفا".

أو يتضمن الإفراط بالوعد العظيم على الفعل القليل.


(١) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٢١/ ٣٠١، والمصنوع لمعرفة الحديث الموضوع للقاري ص ٧٠.
(٢) انظر: الموضوعات ١/ ٣٥٥ - ٣٥٧، ومنهاج السنة ٤/ ١٨٥ - ١٩٥، البداية والنهاية ١/ ٣٢٣، المنار المنيف ص ٥٧ - ٥٨، تنزيه الشريعة ١/ ٣٧٩ - ٣٨٠.
(٣) توضيح الأفكار للصنعاني ٢/ ٩٦.

<<  <   >  >>