للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أجاب النووي عن هذا الاعتراض بقوله والصواب نقل الخطيب، ولا يصح الرد عليه بمرداس وربيعة، فإنهما صحابيان مشهوران، والصحابة كلهم عدول (١). فلا يحتاج إلى رفع الجهالة عنهم بتعدد الرواة (٢).

أما غير الصحابة، فأقل ما يرفع الجهالة عن الواحد منهم أن يروي عنه اثنان فصاعدا من المشهورين بالعلم، روى الخطيب بسنده عن يحيى ابن معين (٣) أنه قال: إذا روى عن المحدث رجلان ارتفع عنه اسم الجهالة (٤).

لكن قد ترتفع الجهالة برواية واحد إذا كان من النقاد الذين لا يروون إلا عن الثقات، كالإمام مالك، وشعبة بن الحجاج، وغيرهما.

قال الحافظ ابن حجر في ترجمة عبد الله بن أبي حبيبة المدني (٥) من


= أهل الأثر" ص ٤٠٦ - ٤٠٩ تسمية الصحابة الذين انفرد بالرواية عن كل واحد منهم واحد من التابعين.
(١) التقريب للنووي ص ٢١١ مع التدريب.
(٢) تدريب الراوي ص ٢١١ - ٢١٢.
(٣) هو: يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام أبو زكريا، إمام الحديث في زمانه، والمعول عليه فيه، قال ابن المديني: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين، وقال أحمد بن حنبل: السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور، توفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
انظر: تهذيب الاْسماء واللغات للنووي ١/ ٢/ ١٥٦ - ١٥٩، ومختصر طبقات الحنابلة للنابلسي ص ٢٦٨ - ٢٧٠.
(٤) الكفاية للخطيب البغدادي ص ١٥٠.
(٥) هو: عبد الله بن أبي حبيبة المدني، مولى الزبير بن العوام -رضي الله عنه-، روى عن أبي أمامة، وسهل بن حنيف، وروى عنه: بكير بن عبد الله صن الأشج، ومالك، وأبو حنيفة.=

<<  <   >  >>