للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو عيسى الترمذي (١).

وقال: والضعيف عندهم نوعان: ضعيف لا يحتج به، وهو الضعيف في اصطلاح الترمذي، والثاني: ضعيف يحتج به وهو الحسن في اصطلاح الترمذي، كما أن ضعف المرض عند الفقهاء نوعان:

نوع يجعل تبرعات صاحبه من الثلث، كما إذا صار صاحب فراش.

ونوع يكون تبرعات صاحبه من رأس المال كالمرض اليسير الذي لا يقطع صاحبه (٢).

وقال ابن القيم: ليس المراد بالضعيف عنده -يعني الإمام أحمد- الباطل ولا المنكر، ولا ما في رواته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه فالعمل به، فللحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح، وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف، بل إلى صحيح وضعيف (٣).

ونحو هذا الكلام لابن علان (٤).

ولي على هذا الكلام ملاحظتان:

الأولى: قولهم: المراد بالضعيف: الحسن فيه نظر، لأنه يلزم عليه أن هؤلاء الأئمة لا يحتجون بالحديث الحسن في الأحكام، وإنما يشترطون للأحكام الصحة، ويكتفون في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب


(١) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ١٨/ ٢٣.
(٢) شرح حديث: "إنما الأعمال بالنيات" ص ١١ - ١٢ المطبوع مع المجموعة الكمالية رقم ٢.
(٣) إعلام الموقعين ١/ ٣١ - ٣٢.
(٤) انظر: الفتوحات الربانية ١/ ٨٦.

<<  <   >  >>