للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالحديث الحسن، وهذا غير المعروف عن جماهير العلماء من الاحتجاج بالحديث الحسن في الأحكام وغيرها.

الثانية: قولهم: إن تقسيم الحديث إلى ثلاثة أقسام: صحيح وحسن وضعيف. لم يعرف قبل الإِمام الترمذي، وأن الحديث قبله إما صحيح، وإما ضعيف، ففيه نظر أيضًا، فقد ورد لفظ الحسن على لسان عدة من العلماء السابقين للترمذي من طبقة شيوخه وشيوخ شيوخه، وأمثلة ذلك كثيرة.

منها: قول علي بن المديني في حديث عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِني ممسك بحجزكم عن النار" (١).

قال: هذا حديث حسن الإسناد (٢).

ومنها: قول الإمام البخاري في حديث رافع بن خديج أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من زرع في أرض قوم بغير إِذنهم فليس له من الزرع شيء وله نفقته" (٣).

قال البخاري: هذا حديث حسن (٤).

ومنها: ما نقله ابن القيم عن الإمام أحمد من تحسين حديث ركانة في طلاقه امرأته ثلاثًا في مجلس واحد (٥).


(١) رواه البخاري ١١/ ٣١٦ مع الفتح، مسلم ١٥/ ٤٩، ٥٠ مع النووي، الترمذي رقم ٢٨٧٧ مطولا.
(٢) العلل لعلي بن المديني ص ١٠٢.
(٣) الحديث رواه أبو داود رقم ٣٤٠٣، الترمذي رقم ١٣٦٦، وابن ماجة رقم ٢٤٦٦.
(٤) انظر: مقالة البخاري هذه في سنن الترمذي بعد روايته هذا الحديث.
(٥) رواه أبو داود رقم ٢٢٠٦، الترمذي رقم ١١٧٧، ابن ماجة رقم ٢٠٥١.

<<  <   >  >>