للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكرته باستشهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتوراة في قصة الزاني (١)، وروى الشيخان عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة نزلا لأهل الجنة، فأتى رجل من اليهود، فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: بلى، قال: تكون الأرض خبزة واحدة. كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، فنظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه" (٢). إلى آخر كلامه (٣).

وأما الحافظ ابن كثير فيرى أنه لا داعي لذكر الإسرائيليات، وإن في القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة، ويعلل ذلك بأنها لا تخلو من تبديل وتحريف وزيادة ونقصان (٤)، لكنه -رحمه الله- لم يسلم منها، فقد أورد في تفسيره وتاريخه منها الشيء الكثير، إلا أنه كثيرا ما يتعقبها بالنقد والتفنيد.

وأما ابن عطية (٥) فقد قلل من ذكر الإسرائيليات، فلم يذكر منها إلا بقدر ما يحتاج إليه، حيث يقول في مقدمة تفسيره: لا أذكر من القصص


(١) أخرجها البخاري ١٢/ ١٦٦ مع الفتح، ومسلم ١١/ ٢٠٨ - ٢١٠ مع النووي، وأبو داود بالأرقام ٤٤٤٦ - ٤٤٥٥، والترمذي رقم ١٤٣٦ مختصرا، وابن ماجة رقم ٢٥٥٨.
(٢) رواه البخاري ١١/ ٣٧٢ مع الفتح، ومسلم ١٧/ ١٣٥ مع النووي بنحوه.
(٣) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي ١/ ٢٧٢ - ٢٧٥.
(٤) انظر: تفسير ابن كثير ٤/ ٣٩٧.
(٥) هو: عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عطية المحاربي أبو محمد، فقيه حافظ محدث مشهور، أديب نحوي شاعر بليغ كاتب صاحب التفسير المشهور وغيره، توفي سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وقيل: سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
انظر: بغية الملتمس للضبي ص ٣٨٩ - ٣٩١، الصلة لابن بشكوال ٢/ ٣٨٦ - ٣٨٧.

<<  <   >  >>