للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأعداد الصلوات، ونصب الزكاة وغيرها (١).

وممن استشكل هذا الحديث من المعاصرين محمود أبو رية (٢)، لكن رد عليه الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة حيث يقول: لم يذكر لنا فيلسوفنا وجه استنكاره، الأجل أن في العجوة شفاء من السم؟ وليته علم أن من عفن الخبز استخرج البنسلين الذي هو خير علاج للجروح، ومن تراب المقابر استخرج السلفانا ميد ومشتقاتها خير علافي للتعفنات أيضا ... إلخ (٣).

وللعلماء في هذا الحديث مسالك:

فمنهم من جعل هذا الحديث خاصا بتمر المدينة عملا برواية مسلم: "من أكل سبع تمرات مما بين لا بتيها" (٤)، قالوا: ولا مانع أن يخص الله بلدا بميزة لا تكون في غيرها، لتأثير يكون في تلك الأرض، أو ذلك الهواء ببركة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وببركة يده الكريمة، لأنه روي أنه -صلى الله عليه وسلم- غرس العجوة بيده، وهذا مثل وضعه الجريدتين على قبور المعذبين في قبورهما (٥)، وكان ببركة وضعه لهما تخفيف العذاب عنهما ما لم ييبسا (٦).


(١) شرح النووي على مسلم ١٤/ ٣.
(٢) انظر: أضواء على السنة ص ٢٢٣، ٢٢٦،
(٣) ظلمات أبي رية ص ٢٢٥.
(٤) مسلم ١٤/ ٢ بشرح النووي.
(٥) رواه البخاري ١/ ٣١٧ مع الفتح، ومسلم ٣/ ٢٠٠ - ٢٠١ مع النووي، وأبو داود رقم ٢٠، والنسائي ١/ ٢٨ - ٣٠، والترمذي رقم ٧٠، وابن ماجه رقم ٣٤٧.
(٦) الطب النبوي للذهبي ص ٤٩ - ٥٠ بهامش تسهيل المنافع.

<<  <   >  >>