للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البيان" مبررا لروايته لها قائلًا: إن تلك الأحاديث لا تخلو إما أن تكون صحيحة قوية أو ضعيفة أو مكذوبة موضوعة ... إلى أن قال: وإن كانت موضوعة فقد ذكر الحاكم وغيره أن رجلا من الزهاد انتدب في وضع الأحاديث في فضائل القرآن وسوره، فقيل له: فلم فعلت هذا؟ فقال: رأيت الناس زهدوا في القرآن فأحببت أن أرغبهم فيه (١)، فقيل له: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" (٢)، فقال: أنا ما كذبت عليه إنما كذبت له .. أراد أن الكذب عليه يؤدي إلى هدم قواعد الإِسلام وإفساد الشريعة والأحكام، وليس كذلك الكذب له، فإنه للحث على اتباع شريعته واقتفاء أثره في طريقته (٣).

وهذا غلط جسيم جدًا، واستدلال باطل نعوذ بالله منه، فالقرآن الكريم غني كل الغنى عن الكذب في فضله وفضل تلاوته وتاليه.

فقوله: إن المحرم الكذب عليه قد نقضه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار" (٤). فهو شامل للكذب عليه وله،


= مشارك في أنواع من العلوم.
من تصانيفه: روح البيان في تفسير القرآن، تسهيل طريق الأصول في التصوف، وغيرهما، توفي سنة سبع وثلاثين ومائة وألف.
انظر: معجم المؤلفين ٢/ ٢٦٦ - ٢٦٧.
(١) انظر: المدخل في أصول الحديث للحاكم ص ١٠٠.
(٢) تقدم تخريجه ص ٢٤ من هذه الرسالة.
(٣) انظر: روح البيان في تفسير القرآن ٣/ ٥٤٧ - ٥٤٨.
(٤) رواه أحمد ٥/ ٢٩٧ عن أبي قتادة بلفظ: "إياكم وكثرة الحديث عني من قال علي، فلا يقولن إلا حقا أو صدقا، فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار"، والدارمي ١/ ٦٧، وابن ماجه رقم ٣٥ وفيه: "ومن تقول علي ما لم أقل ... الحديث".

<<  <   >  >>