للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونقل ابن أبي حاتم (١) عن أبيه (٢) وأبي زرعة (٣)، قولهما: لا يحتج بالمراسيل، ولا تقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح المتصلة (٤).

ونسب ابن عبد البر هذا القول إلى سائر الفقهاء، وجميع الحدثين (٥).

والعلة في رد المرسل، هو الجهل الناشئ عن إسقاط الراوي، لأنه يحتمل أن يكون الذي سقط من السندغير صحابي بأن يكون تابعيا، وإذا كان كذلك، فيحتمل أن يكون ضعيفا، وإن كان المرسل لا يروى إلا عن ثقة، فالتوثيق مع الأبهام غير كاف (٦). وإذا كانت رواية المجهول المسمى لا تقبل لجهالة حاله، فرواية المرسل أولى، لأن المروي عنه مجهول العين والحال (٧).


(١) هو: الإمام الحافظ الناقد أبو محمد عبد الرحمن بن الحافظ الكبير أبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي الرازي، سمع خلائق بالأقاليم، صنف الجرح والتعديل، والعلل، والمراسيل، وغيرها. توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي ٣/ ٨٢٩ - ٨٣٢.
(٢) هو: محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران أبو حاتم الحنظلي الرازي، أحد الأئمة الحفاظ، قال الذهبي: كان بارع الحفظ واسع الرحلة من أوعية العلم، توفي سنة سبع وسبعين ومائتين.
انظر: العبر في خبر من غبر للذهبي ٢/ ٥٨.
(٣) هو: عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ أبو زرعة الرازي الإمام الرباني المتقن الحافظ، المتوفى سنة أربع وستين ومائتين.
انظر: تاريخ بغداد ١٠/ ٣٢٦ - ٣٣٦.
(٤) المراسيل لابن أبي حاتم ص ٧.
(٥) التمهيد لابن عبد البر ١/ ٥.
(٦) انظر: تدريب الراوي للسيوطي ص ١١٩ - ١٢٠.
(٧) انظر: المجموع شرح المهذب ١/ ٦٠، وانظر: الحديث المرسل لمحمد حسن هيتو ص ٣٠ - ٣٣.

<<  <   >  >>