للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ يحكي ابنُ حزمٍ واقعَ بعضِ المتمذهبين، فيقول: "ولا أُحْصِي كم وجدتُ للحنفيين والمالكيين والشافعيين تصحيحَ روايةِ ابنِ لَهِيْعة (١)، وعمرو بن شعيب (٢) عن أبيه (٣) عن جدّه (٤)، إذا كان فيها ما يوافقُ تقليدَهم في


(١) هو: عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فُرعان الحضرمي الأعدولي، ويقال: الغافقي، أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو النضر المصري، ولد سنة ٩٥ هـ وقيل: ٩٦ هـ طلب العلم في صباه، ولقي كبار علماء مصر والحرمين، كان قاضي مصر ومحدثها، فقيهًا علامةً، من بحور العلم، وقد لقي اثنين وسبعين تابعيًا، قال عنه سفيان الثوري: "عند ابن لهيعة الأصول، وعندنا الفروع"، وقد اختلف علماء الحديث في درجة ما يرويه ابن لهيعة، فضعفه جمعٌ من المحدثين، منهم: يحيى بن سعيد، وابن معين، والنسائي، واعتبره آخرون، يقول الإمام أحمد: "ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإني لأكتب كثيرًا مما أكتب أعتبر به، وهو يقوي بعضه ببعض"، ويقول ابن عبد الهادي: "الصحيح أنَّ حديثه في الرتبة الوسطى من الحسن، ولا يحتج به في الأصول"، توفي سنة ١٧٤ هـ. انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ٥١٦)، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (١/ ٢٨٣)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ٨٣)، وتهذيب الكمال للمزي (١٥/ ٤٨٧)، وطبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي (١/ ٣٥٠)، وسير أعلام النبلاء (٨/ ١١).
(٢) هو: عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي، أبو إبراهيم ويقال: أبو عبد الله المدني، كان إمامًا محدثًا فقيه أهل الطائف، حدَّث عن أبيه، فأكثر الرواية عنه، اختلف المحدثون في درجة حديثه، وقد احتج به أحمد بن حنبل وعلي بن المديني، يقول يحيى بن سعيد القطان: "إذا روى عن الثقات، فهو ثقة يحتج به"، توفي بالطائف سنة ١١٨ هـ. انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ٣٣٣)، والتاريخ الكبير للبخاري (٦/ ٣٤٢)، وتهذيب الكمال للمزي (٢٢/ ٦٤)، وسير أعلام النبلاء (٥/ ١٦٥)، وتاريخ الإسلام للذهبي (٣/ ٢٨٨)، وميزان الاعتدال له (٣/ ٢٦٣).
(٣) هو: شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي، سمع من أبيه، واختلف العلماء في سماعه من جده، ورجح غير واحد أنَّه سمع منه، وليس في شعيب بأس، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال عنه ابن حجر: "صدوق ثبت سماعه من جده"، توفي بعد سنة ٨٠ هـ. انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ١٨٧)، وتهذيب الكمال للمزي (١٢/ ٥٣٤)، وسير أعلام النبلاء (٥/ ١٨١)، وتاريخ الإسلام للذهبي (٢/ ٩٤٢)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٢/ ١٧٥)، وتقريب التهذيب له (ص/ ٣١٨).
(٤) إن كان المقصود بالجد هو: جد شعيب بن محمد، فجده هو: عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل القرشي، أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن، أسلم قبل أبيه، وهو صحابي ابن صحابي، حمل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمًا كثيرًا، يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -: "ما كان أحد أكثر حديثًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني إلا عبد الله بن عمرو؛ - رضي الله عنهما - كان يكتب، وكنت لا أكتب"، وقد كتب الكثير =

<<  <  ج: ص:  >  >>