للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأنفِه" (١).

- وقول سعيد بن أبي عروبة (٢): "مَنْ لم يسمع الاختلافَ فلا تعدَّه عالمًا" (٣).

الطريق الثالث: التقاءُ علماءِ المذاهب الفقهيةِ لدراسةِ ما يهم المسلمين.

إنَّ مكانةَ العلماءِ في نفوسِ المسلمين مكانةٌ كبيرةٌ، فهم ممَّنْ يُقتدى بهم في أقوالِهم وتصرفاتِهم، وإذا رأى المتمذهبون وأربابُ المذاهبِ علماءَهم كيفَ يصنعون إذا التقوا، فإنَّ هذه الصورةَ المشرقةَ مِنْ شأنِها أنْ تَمْحِي آثارًا سلبيةَ كثيرةَ عالقةً في تصرفاتِ بعضِ المتمذهبين؛ لأنَّها تطبيقٌ عمليٌ لما يجبُ أنْ يكونَ عليه علماءُ المذاهبِ.

ولقد أسهمت المجامعُ والمحافلُ والمؤتمراتُ الفقهية في التقاءِ العلماءِ مِنْ مختلفِ المذاهب، فنظروا في المسائلِ العديدةِ، واجتهدوا اجتهادًا جماعيًا؛ للتوصلِ إلى أَحكامِها (٤).


= النبلاء (٥/ ٢٦٩)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (١/ ١٢٢)، وطبقات المفسرين للداوودي (٢/ ٤٧).
(١) أخرج قول قتادة: ابن عبد البر في: جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٨١٤ - ٨١٥)، بالرقمين (١٥٢٠، ١٥٢٢).
(٢) هو: سعيد بن أبي عروبة مهران العدوي مولاهم، أبو النضر البصري، كان إمامًا حافظًا عالم أهل البصرة، ومن أوائل من صنف في السنة النبوية، ثقةً مأمونًا، أخذ الحديث عن الحسن وابن سيرين وجماعة، يقول أبو عوانة: "لم يكن عندنا في الزمان أحدٌ أحفظ من سعيد بن أبي عروبة"، وقال عنه الإمام أحمد: "كان يقول بالقدر ويكتم ذلك! "، وعلق الذهبي على عبارة الإمام أحمد بأنه لعله تاب ورجع، توفي سنة ١٥٦ هـ وقيل: ١٥٧ هـ وهو في عشر الثمانين.
انظر ترجمته في: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٤/ ٦٥)، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (١/ ٢٢١)، وتهذيب الكمال للمزي (١١/ ٥)، وسير أعلام النبلاء (٦/ ٤١٣)، وتذكرة الحفاظ للذهبي (١/ ١٧٧).
(٣) "أخرج قول سعيد: ابن عبد البر في: جامع بيان العلم وفضله (٢/ ٨١٥)، برقم (١٥٢١)، و (٢/ ٨١٩)، برقم (١٥٣٦).
(٤) انظر: بحوث فقهية مقارنة للدكتور محمد الدريني (١/ ٩٧)، والفقه الإسلامي بين الأصالة والتجديد للدكتور يوسف القرضاوي (ص/ ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>