للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْ يتعمقَ في النحوِ، ولا أنْ يعرفَ جميعَ اللغةِ العربيةِ، بل المشترطُ القدرُ الذي يتعلقُ به فهمُ الكتابِ والسنةِ (١).

وقد ذَهَبَ أبو إسحاقَ الشاطبيُّ إلى اشتراطِ أنْ يبلغَ المجتهدُ في العربيةِ درجةَ الاجتهادِ، كالأئمةِ فيها، كالخليلِ وسيبويه والأخفش (٢).

وقد أبدى الشاطبيُّ أنَّ ما قاله في القدرِ المشترطِ غيرُ مخالفٍ لكلامِ الأصوليين، بلْ هو موافقٌ لهم (٣).

تلك هي أهمُّ الشروطِ المتعلقةِ بالجانبِ العلمي للمجتهدِ.

وممَّا يتصلُ بالجانبِ العلمي، ذكرُ ثلاثةِ علومٍ وَقَعَ خلافُ الأصوليين في اشتراطِها لبلوغِ رتبةِ الاجتهادِ، وهي:

أولًا: معوفةُ علمِ الكلامِ (٤).


(١) انظر: التلخيص في أصول الفقه للجويني (٣/ ٤٥٩)، والمستصفى (٢/ ٣٨٦)، والإحكام في أصول الأحكام للآمدي (٤/ ١٦٣)، والعزيز شرح الوجيز للرافعي (١٢/ ٤١٦)، ونهاية الوصول للهندي (٨/ ٣٨٢٩)، والإبهاج في شرح المنهاج (٨/ ٢٩٠٠)، والفوائد شرح الزوائد للأبناسي (٢/ ١٢٣٣).
(٢) هو: سعيد بن مسعدة، أبو الحسن، المشهور بالأخفش، مولى بني مجاشع بن دارم، من أهل بلخ، قرأ النحو على سيبويه، وكان أسن منه، من مشاهير علماء النحو واللغة، وقد زاد في العروض بحر الخبب، كان من أعلم الناس بعلم الكلام، وأحذقهم بالجدل، معتزلي المعتقد؛ يقول بالقدر، من مؤلفاته: الأوسط في النحو، ومعاني القرآن، والمقاييس في النحو، والاشتقاق، توفي سنة ٢١٦ هـ وقيل: سنة ٢١٥ هـ وقيل: ٢٢١ هـ، انظر ترجمته في: نزهة الألباء للأنباري (ص/ ١٠٧)، وإنباه الرواة للقفطي (٢/ ٣٦)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٢/ ٣٨٠)، والبلغة للفيروزابادي (ص / ١٠٤)، وبغية الوعاة للسيوطي (١/ ٥٩٠)، وشذرات الذهب لابن العماد (٣/ ٧٣).
(٣) انظر: الموافقات (٥/ ٥٣ - ٥٧). وقارن بوسائل الإصلاح للخضر حسين (٢/ ١١٣ - ١١٤). وانظر في قول أبي إسحاق الشاطبي: الاجتهاد ومدى حاجتنا إليه للدكتور سيد الأفغاني (ص ١٧٠ - ١٧١)، والاجتهاد والتقليد عند الإمام الشاطبي للدكتور وليد الودعان (١/ ٢٨٠ - ٢٩٥)، والاجتهاد وضوابطه عند الإمام الشاطبي للدكتور عمار علوان (ص/ ٧٩ - ٨١).
(٤) علم الكلام: هو العلم الذي يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج، ودفع الشبه. انظر: المواقف في علم الكلام للإيجي (ص/ ٧)، وشرح العقائد النسفية للتفتازاني (ص/ ١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>