للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: معرفةُ علمِ المنطقِ (١).

ثالثًا: معرفةُ الفروعِ الفقهيةِ.

أولًا: معرفةُ علمِ الكلامِ.

لقد اختلفَ العلماءُ في اشتراطِ معرفةِ المجتهدِ لعلمِ الكلامِ لبلوغِ رتبةِ الاجتهادِ على أقوال، أشهرها:

القول الأول: أنَّ معرفةَ علمِ الكلامِ، والتبحّرَ فيه شرطٌ لبلوغِ رتبةِ الاجتهادِ.

وهذا قولُ القاضي أبي بكرٍ الباقلاني (٢)، وهو مذهب القدرية (٣).

القول الثاني: أنَّ معرفةَ أصولِ الاعتقادِ شرطٌ مِنْ شروطِ الاجتهادِ.

وقد نَسَبَ أبو القاسمِ الرافعي هذا القولَ إلى بعضِ الشافعيةِ (٤)، ونسبه


(١) تعددت تعريفات العلماء لعلم المنطق، ومن أشهرها: علم بقوانين تعصم مراعاتها الذهن عن الوقوع في الخطأ. انظر: التذهيب للخبيصي (ص/ ٦٣)، والسلم المرونق للأخضري (ص/ ٤٦).
(٢) انظر: التلخيص في أصول الفقه للجويني (٣/ ٤٦٠).
(٣) انظر: البحر المحيط (٦/ ٢٠٤). والقدرية: هي المعتزلة؛ إذ من أوصاف المعتزلة أنهم قدرية، والمعتزلة إحدى الفرق المشهورة، وتسمى بالوعيدية، والعدلية، وبأصحاب العدل والتوحيد، وتنسب هذه الفرقة إلى واصل بن عطاء حينما اعتزل مجلس الحسن البصري، فسمي أتباعه بالمعتزلة، وللمعتزلة طوائف كثيرة منها: الواصلية، والعمروية، والهذلية، والنظامية والبشرية، من أشهر رجال المعتزلة: عمرو بن عبيد، والهذيل بن محمد، والنظام، وبشر بن المعتمر، والجبائي وابنه أبو هاشم، والقاضي عبد الجبار، وأبو الحسين البصري، ومن أقوال المعتزلة: نفي صفات الله تعالى، والقول باستحالة رؤية الله تعالى في الآخرة، ونفي القدر، والقول: بأن العبد يخلق فعله، ، وأن مرتكب الكبيرة في منزلة بين منزلة المؤمن ومنزلة الكافر، لا مؤمن ولا كافر، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فهو مخلد في النار. انظر: مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري (١/ ٢٣٥)، والفرق بين الفرق للبغدادي (ص/ ١١٢)، والفصل في الملل والأهواء لابن حزم (٤/ ١٩٢)، والملل والنحل للشهرستاني (١/ ٦١)، وطبقات المعتزلة للمرتضى (ص/ ٢)، ولوامع الأنوار البهية للسفاريني (١/ ٧٦)، ورسائل ودراسات في الأهواء للدكتور ناصر العقل (٢/ ٣٤٩).
(٤) انظر: العزيز في شرح الوجيز (١٢/ ٤١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>