للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو ما دلّ عليه الحديثُ.

وهذا مذهبُ الحنابلةِ (١)، يقولُ الحسنُ بنُ حامدٍ: "هذا مذهبُ أصحابِنا كافّةً، لا أعلمُ بينهم فيه خلافًا" (٢).

أمثلة للإجابة بالحديثِ النبوي:

المثال الأول: قال أبو الحارث (٣): قلتُ لأبي عبدِ الله أحمدَ بن حنبل: صدقةُ الخيلِ والرقيقِ؟ فقال: حديثُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: (ليس على الرجلِ في عبدِه، ولا فرسِه صدقةٌ) (٤).

المثال الثاني: قال الأثرمُ (٥): قلتُ للإمامِ أحمدَ: الرجلُ انقطعَ


(١) انظر: المصدر السابق (١/ ٣٤٣)، والمسودة (١/ ٩٤٤)، وصفة الفتوى (ص/ ٩٧)، والإنصاف (١٢/ ٢٥٠).
(٢) تهذيب الأجوبة (١/ ٣٤١).
(٣) هو: أحمد بن محمد بن عبد الله الصائغ، أبو الحارث، من أصحاب الإمام أحمد بن حنبل، وكان الإمام أحمد يأنس به، ويكرمه ويقدمه، وكان عنده بموضع جليل، وقد روى أبو الحارث مسائل كثيرة عن الإمام أحمد، وجودها. انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (١/ ١٧٧)، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص/ ١٢٧)، والمقصد الأرشد لابن مفلح (١/ ١٦٣)، والمنهج الأحمد للعليمي (١/ ٢٦٣)، والدر المنضد له (١/ ٧٣).
(٤) انظر: تهذيب الأجوبة (١/ ٣٣٤). وأخرج الحديثَ بهذا اللفظ: مسلم في: صحيحه، كتاب: الزكاة، باب: لا زكاة على المسلم في عبده وفرسه (١/ ٤٣٦)، برقم (٩٨٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٥) هو: أحمد بن محمد بن هانئ الطائي - ويقال: الكلبي - الأثرم الإسكافي، أبو بكر، ولد في خلافة هارون الرشيد، كان أحد الحفاظ في وقته، إمامًا فقيهًا، جليل القدر، كان عنده تيقظ عجيب، حتى إن يحيى بن معين قال عنه: "إن أحد أبويه جني! "، وقد لزم الأثرمُ الإمامَ أحمد، وروى عنه، يقول الأثرم: "كنت أحفظ الفقه والاختلاف، فلما صحبت أحمد بن حنبل تركتُ ذلك كله"، من مؤلفاته: السنن، والتخريج والعلل، والناسخ والمنسوخ، توفي بإسكاف في حدود سنة ٢٦٠ هـ وكان من المعمرين. انظر ترجمته في: تاريخ مدينة السلام للخطيب (٦/ ٢٩٥)، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (١/ ١٦٢)، وتهذيب الكمال للمزي (١/ ٤٧٦)، وسير أعلام النبلاء (١٢/ ٦٢٣)، والمقصد الأرشد لابن مفلح (١/ ١٦١)، والمنهج الأحمد للعليمي (١/ ٢٤٠)، والدر المنضد له (١/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>