للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقولُ القاضي ابنُ فرحون: "الرواياتُ: أقوالُ مالكٍ، - رحمه الله -" (١).

ومَا ذكره القاضي ابنُ فرحون هو الأغلبُ عندَ المالكيةِ؛ إذ قد يُطلقُ مصطلح: (الرواية) على أقوالِ غيرِ الإمامِ مالكٍ ممَّنْ هم على مذهبِه، ولذا عبَّرَ الحطابُ حينَ عرَّفَ مصطلحَ: (الروايةِ) بالأغلبيةِ، فقالَ: "الروايات غالبًا: أقوالُ مالكٍ" (٢).

أمثلة الرواية عند المالكية:

المثال الأول: يقولُ ابنُ شاس (٣): "الجلدُ المدبوغُ طاهرٌ ظاهرًا وباطنًا، وجائزٌ بيعُه على إحدى الروايتين ... والأخرى - وهي المشهورةُ مِن المذهبِ -: أنَّه طاهرٌ طهارة مخصوصة، يجوزُ بها استعمالُه في اليابساتِ، وفي الماءِ وحده ... ولا يجوزُ بيعُه" (٤).

المثال الثاني: يقولُ ابنُ الحاجبِ: "النفاسُ: الدمُ الخارجُ للولادةِ.

وفي تحديدِ أكثرِه بستين، أو بالعادةِ، وإليه رَجَعَ - أيْ: الإمام مالك -: روايتانِ" (٥).

المثال الثالث: يقولُ ابنُ شاس تحتَ مسألةِ: (موانع الحج):


(١) كشف النقاب الحاجب (ص/١٢٨).
(٢) مواهب الجليل (١/ ٤٠). وانظر: منار أصول الفتوى للقاني (ص/ ٣٤٧).
(٣) هو: عبد الله بن نجم بن شاس بن نزار بن عشائر الجذامي السعدي، جلال الدين أبو محمد، أحد أعيان مذهب المالكية وشيوخه بمصر، أقبل على تعلم السنة النبوية والاشتغال بها، كان علامةً فقهيًا فاضلًا عارفًا بمذهبه وبقواعده، غايةً في الورع والتحري، تولى منصب الإفتاء والتدريس بمدرسة المالكية، وتخرج به عدد من علماء المالكية، له عدة مؤلفات، منها: عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة، توفي مرابطًا بثغر دمياط سنة ٦١٦ هـ وقيل: ٦١٠ هـ.
انظر ترجمته في: التكملة لوفيات النقلة للمنذري (٢/ ٤٦٨)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ٦١)، وسير أعلام النبلاء (٢٢/ ٩٨)، والديباج المذهب لابن فرحون (١/ ٤٤٣)، والوفيات لابن قنفذ (ص / ٣٠٦)، وشذرات الذهب لابن العماد (٧/ ١٢٣)، وشجرة النور الزكية لمخلوف (١/ ١٦٥)، والفكر السامي للحجوي (٤/ ٢٣٠).
(٤) عقد الجواهر الثمينة (١/ ٣١).
(٥) جامع الأمهات (ص/ ٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>