للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ نصِّ إمامِهم في صورةٍ، إلى صورةٍ مشابهةٍ (١).

وظاهرٌ مِنْ كلامِهما أنَّ التخريجَ بمعنى القياسِ على الفرعِ المنصوصِ، فهما متفقانِ في الحقيقةِ.

أمَّا ابنُ الصلاحِ - وهو متقدمٌ على الزركشي والسقاف - فَجَعَلَ التخريجَ على صورتين:

الصورة الأولى: أنْ يُنقلَ حكمُ الفرعِ الذي نصَّ عليه إمامُ المذهبِ، إلى فرعٍ مشابهٍ له لم ينصَّ على حكمِه (٢).

ويتفقُ الزركشيُّ والسقافُ مع ابنِ الصلاحِ في هذه الصورةِ.

الصورة الثانية: أنْ يُخرَّجَ في فرعٍ نصَّ إمامُ المذهب على حكمِه قولٌ بخلافِه، مِنْ نصّ آخرَ له في فرعٍ مشابهٍ للأولِ (٣).

وتبعَ ابنَ الصلاحِ على هذا المعنى جمعٌ من الشافعيةِ، منهم: محيي الدين النووي (٤)، وابنُ حجرٍ الهيتمي (٥)، والخطيبُ الشربيني (٦).


= العلام بأحكام السلام، والقول الجامع النجيح في أحكام صلاة التسابيح، توفي بمكة سنة ١٣٣٥ هـ. انظر ترجمته في: الأعلام للزركلي (٤/ ٢٤٩)، ومعجم المؤلفين لكحالة (٢/ ٣٨٥).
(١) الفوائد المكية (ص/ ٤٢ - ٤٣).
(٢) انظر: أدب المفتي والمستفتي (ص/ ٩٧).
(٣) انظر: المصدر السابق.
(٤) انظر: المجموع شرح المهذب (١/ ٤٣ - ٤٤).
(٥) انظر: تحفة المحتاج (١/ ٥٣).
(٦) انظر: مغني المحتاج (١/ ١٢). والخطيب الشربيني هو: محمد بن أحمد الشربيني، الخطيب شمس الدين، من أهل القاهرة، وأحد فقهاء المذهب الشافعي، ومن المعروفين بتفسير كتاب الله، كان علامة فقيهًا إمامًا في العلم، زاهدًا ورعًا، كثير العبادة، درَّس وأفتى في حياة أشياخه، وانتفع به خلق كثيرون، واتفق أهل مصر على صلاحه، من مؤلفاته: مغني المحتاج في شرح المنهاج، والسراج المنير، والإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع، توفي سنة ٩٧٧ هـ. انظر ترجمته في: الكواكب السائرة للغزي (٣/ ٧٩)، وشذرات الذهب لابن العماد (١٠/ ٥٦١)، والأعلام للزركلي (٦/ ٦)، ومعجم المؤلفين لكحالة (٣/ ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>