للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصولِه، ممَّا يُعززُ بقاءَ المذهبِ، ويدعو إلى عدمِ اندثارِه (١).

وتعدَّى الأمرُ عند بعضِ تلامذةِ الأئمةِ وأربابِ مذاهبِهم خدمةَ المذهب والعنايةَ به، فأضحى كثيرٌ منهم يسعى في نشرِ مذهبِ إمامِه في الأقطارَ والأمصارِ التي يذهبُ إليها، ويستقرُّ فيها (٢).

وإليك بعض الأمثلةِ لبعضِ العلماءِ الذين قاموا بنشرِ مذهبِ إمامِهم:

- يحيى بنُ يحيى (٣) تلميذُ الإمامِ مالكٍ، جاءَ في ترجمتِه أنَّه مِن الناشرين لمذهبِ الإمامِ مالكٍ (٤).

- عبدان بنُ محمد بن عيسى (٥)، جاءَ في بعضِ الكتبِ التي ترجمتْ


(١) انظر: الإمام الصادق - حياته وعصره لمحمد أبو زهرة (ص/ ٤٢٨).
(٢) انظر: مالك - حياته وعصره لمحمد أبو زهرة (ص/ ٣٤٣)، والشافعي حياته وعصره له (ص/ ٣٣٦)، والإمام زيد حياته وعصره له (ص/ ٤٩١)، وتاريخ المذاهب الإسلامية له (ص/ ٥٣٥)، والاختلاف الفقهي لعبد العزيز الخليفي (ص/ ١٠٣)، والمدخل لدراسة الفقه للدكتور محمد موسى (ص/١٦٣).
(٣) هو: يحيى بن يحيى بن كثير الليثي البربري الأندلسي المالكي، أبو محمد، ويعرف بابن أبي عيسى، ولد سنة ١٥٢ هـ كان إمامًا محدثًا فقيهًا حسن الرأي عالمًا زاهدًا ورعًا، من أكابر أصحاب الإمام مالك، وراوي موطئه، وناشر مذهبه في الأندلس، وكان الإمام مالك يسميه بعاقل الأندلس، وقد قدم يحيى إلى الأندلس بعلم كثير، فدارت الفتيا عليه بعد عيسى بن دينار، وانتهت إليه رئاسة الفقه بالأندلس، ولم يكن له بصر بالحديث، وكان يُشبه في سمته بسمت الإمام مالك بن أنس، توفي سنة ٢٣٤ هـ وقيل: سنة ٢٣٣ هـ. انظر ترجمته في: الانتقاء في فضائل الأئمة لابن عبد البر (ص/ ١٠٥)، وطبقات الفقهاء للشيرازي (ص/ ١٤٣)، وجذوة المقتبس للحميدي (ص/ ٥٦٦)، وترتيب المدارك للقاضي عياض (٣/ ٣٧٩)، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٦/ ١٤٣)، وسير أعلام النبلاء (١٠/ ٥١٩)، وتاريخ الإسلام للذهبي (٥/ ٩٧٢)، والديباج المذهب لابن فرحون (٢/ ٣٥٢).
(٤) انظر: جذوة المقتبس للحميدي (ص/ ٥٦٧)، وترتيب المدارك للقاضي عياض (٣/ ٣٨١)، ونفح الطيب للمقري (٢/ ١٠)، والمدخل لدراسة الفقه للدكتور محمد موسى (ص/ ١٦٤).
(٥) هو: عبد الله بن محمد بن عيسى، أبو محمد المروزي الجُنُوجِرْدي، المعروف بعبدان، ولد سنة ٢٢٠ هـ يقول السمعاني: "اسمه عبد الله، ولقبه: عبدان"، كان عبدان ثقةً حافظًا صالحًا زاهدًا، وأحد الذين أظهروا مذهب الشافعية بخراسان، مرجوعًا إليه في الفتوى والمعضلات بعد أحمد بن سيار، وإمامَ أصحاب الحديث في عصره بمرو، موصوفًا بالبراعة في مذهبه، =

<<  <  ج: ص:  >  >>