للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وما جاء في ترجمةِ شعيب بن إسحاق (ت: ١٨٩ هـ) (١): أنَّه "روى عن ... أبي حنيفةَ، وتمذهبَ له" (٢).

فهذانِ الأمرانِ يدلانِ على وجودِ التمذهبِ قبلَ تصرّمِ القرنِ الثاني الهجري.

وقد بَرَزَ في هذه الحقبةِ الزمنيةِ - إضافةً إلى أسماءِ الأئمةِ المجتهدين - عددٌ مِن العلماءِ البارزين مِنْ تلاميذِ الأئمة وأتباعِهم ممَّنْ ساروا على طريقتِهم، منهم على سبيلِ المثالِ: عبدُ الرحمن بن القاسم (ت: ١٩١ هـ)، وأشهب (ت: ٢٠٤ هـ)، وعبدُ الملك بن الماجشون (ت: ٢١٢ هـ)، وعيسى بنُ أبان (ت: ٢٢١ هـ) (٣)، ويوسفُ البويطي (ت: ٢٣١ هـ)، وسحنون (ت: ٢٤٠ هـ)، وإسماعيلُ المزني (ت: ٢٦٤ هـ)، وأبو بكرٍ الأثرم (ت: ٢٦٠ هـ)، وأبو العباسِ بن سريجٍ (ت: ٣٠٣ هـ)، وأبو بكرٍ الخلال (ت: ٣١١ هـ).


(١) هو: شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن راشد الدمشقي الأموي، أبو محمد مولى رملة بنت عثمان، أصله من البصرة، ولد سنة ١١٨ هـ روى عن أبيه، وعن أبي حنيفة، والأوزاعي، وروى عنه: داود بن رشيد، والحكم بن موسى، وإسحاق بن راهويه، قال عنه الإمام أحمد: "ثقةٌ، ما أصح حديثه"، وكان الأوزاعي يقربه ويدنيه، قال عنه المزي: "كان يذهب مذهب أبي حنيفة"، توفي سنة ١٨٩ هـ. انظر ترجمته في: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ٤٧٢)، وتهذيب الكمال للمزي (١٢/ ٥٠١)، وسير أعلام النبلاء (٩/ ١٠٣)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٢/ ١٧١).
(٢) تهذيب التهذيب لابن حجر (٢/ ١٧١). وانظر: الديباج المذهب لابن فرحون (١/ ٦٢).
(٣) هو: عيسى بن أبان بن صدقة بن موسى البصري، أبو موسى، أحد كبار علماء المذهب الحنفي، كان فقيهًا أصوليًا، ذا معرفة بالحديث، موصوفًا بالذكاء المفرط، والسخاء الزائد، وسعة العلم، ولي قضاء البصرة، من مؤلفاته: كتاب خبر الواحد، والجامع، والحجة، وإثبات القياس، واجتهاد الرأي، توفي بالبصرة سنة ٢٢١ هـ. انظر ترجمته في: تاريخ مدينة السلام للخطيب (١٢/ ٤٧٩)، وسير أعلام النبلاء (١٠/ ٤٤٠)، والجواهر المضية للقرشي (٢/ ٦٧٨)، وتاج التراجم لقطلوبغا (ص/ ٢٢٦)، والفوائد البهية للكنوي (ص / ١٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>