للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والواجبُ على المجتهدِ في هذه الطبقةِ:

أولًا: أنْ يحصِّلَ مِنْ عِلْمِ السننِ والآثارِ ما يحترزُ به مِنْ مخالفةِ الحديثِ الصحيحِ، واتفاقِ السلفِ (١).

ثانيًا: أنْ يحصِّلَ مِنْ دلائلِ الفقه ما يُعِيْنُه على معرفةِ مآخذِ أصحاب مذهبِه في أقوالِهم (٢).

والمجتهدُ في هذه الطبقةِ إلى جانب ممارستِه للتخريج في مذهبِه، فإنّه يختارُ مِنْ أقوالِ الإمام أبي حنيفةَ وأصحَابه المجتهدين ممَّا اختلفوا فيه، ما هو أقوى دليلًا، وأقيسُ تعليلًا، وما كان أرفقَ بالناس (٣).

الطبقة الثالثة: مجتهد الفتيا (٤).

وهو الذي حَفِظَ المذهبَ وأتقنه، وتبحَّر فيه، وتمكن مِنْ تَرْجِيحِ قولٍ على آخر، ووجهِ مِنْ أوجهِ الأصحابِ على غيرِه (٥).

والشروطُ الواجبُ اجتماعها على المجتهدِ في هذه الطبقة:

١ - أنْ يكونَ صحيحَ الفهمِ.

٢ - أنْ يكونَ عارفًا بالعربيةِ وأساليبِ الكلامِ.

٣ - أن يكونَ عارفًا بمراتبِ الترجيحِ.

٤ - أنْ يكونَ متفطنًا لمعاني كلامِ علماءِ مذهبِه، بحيثُ لا يخفى عليه غالبًا تقييدُ ما يكون مطلقًا في الظاهر، والمرادُ منه المقيّد، وإطلاقُ ما يكون مقيّدًا في الظاهرِ، والمراد منه المطلق، ونحو هذا (٦).


(١) انظر: المصدر السابق (ص/ ١٨).
(٢) انظر: المصدر السابق.
(٣) انظر: عِقْد الجِيْد (ص/ ٢٠)، وذِكْرُ الدهلوي للإمام أبى حنيفة من قبيل التمثيل.
(٤) انظر: المصدر السابق (ص/ ٥).
(٥) انظر: المصدر السابق (ص/ ٥، ١٧).
(٦) انظر: المصدر السابق (ص/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>