للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في تسمية الصورة، كما لم يوجب ذلك في حق عيسى مع اختصاصه بإحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص، وهذا يدل على أن هذه تسميةٌ شرعيةٌ، لا يعقل معناها.

وقد قال أحمد في رواية المروذي: أما الأعمش فيقول عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" فنقول كما جاء الحديث.

٧٩ - وقد ذكر أبو إسحاق بن شاقلا (١) في جملة ما جرى له في مناظرته لأبي سليمان الدمشقي على قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "خلق آدم على صورته" وأن الهاء غير راجعة على آدم، فقال أبو سليمان قد جاء في الحديث عن أبي هريرة عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أن الله خلق آدم على صورة آدم"، فقال أبو إسحاق: هذا كذب على رسول الله، فقال الدمشقي: بلى قد جاء في الحديث "طوله ستون ذراعًا" فعلمت أنه آدم، فقال له أبو إسحاق: قد روى هذا وليس هو الذي ادعيت على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنك قلت عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "إن الله خلق آدم على صورة آدم" ثم قال أبو إسحق: إن كانت هذه الزيادة محفوظة كان قوله "خلق آدم على صورته" تمَّ الكلام، ثم قال "طوله


(١) هو شيخ الحنابلة أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان بن شاقلا البغدادي البزاز، كان رأسًا في الأصول والفروع.
سمع من: دعلج السجزي وأبي بكر الشافعي وتفقه بأبي بكر غلام الخلال، وتخرج به أئمة. مات سنة تسع وستين وثلاث مئة.
(تاريخ بغداد (٦/ ١٧)، طبقات الحنابلة (٢/ ١٢٨ - ١٣٩)، السير (١٦/ ٢٩٢)).
والحكاية ذكرها ابن المصنف في "طبقات الحنابلة" فقال: قرأت بخط الوالد السعيد قال: نقلت من خط أبي بكر بن شاقلا قال: أخبرنا أبو إسحاق بن شاقلا -قراءة عليه- قال: قلت لأبي سليمان الدمشقي. . . فذكر مناظرة طويلة، منها ما ذكره المصنف هنا، وهي موجودة في الطبقات بأبسط من هذا السياق.

<<  <   >  >>