للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ستون ذراعًا" (١) إخبارًا عن آدم، بدلالة ما روى جرير عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطا عن ابن عمر عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "لا تقبحوا الوجوه، فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن". قال أبو إسحق هذا الحديث يذكر إسحق بن راهوية أنه صحيح مرفوع. وأما أحمد فذكر أن الثوري وقفه على ابن عمر، وكلاهما حجة، لأنه إن كان مرفوعًا فقد سقط العذر، وإن كان من قول ابن عمر فهو أولى.

٨٠ - ورأيت في أخبار أبي الحسن بن بشار الشيخ الزاهد (٢) رواية أبي حفص عمر بن أحمد بن إبراهيم البرمكي (٣) عن أبيه قال: كنت أسمع الشيخ إذا دعا يقول في دعائه: اللهم صلِّ على أبينا آدم، الذي خلقته بيدك، وأنحلته صورتك، وأسجدت له ملائكتك، وزوجته حواء أمتك، فسبق عليه قضاؤك وقدرك فأكل من الشجرة وأهبطته إلى أرضك.

وهذا من أبي الحسن استنباط من لفظ الخبر وناهيك بأبي الحسن من زاهد وعالم.


(١) حديث صحيح، أخرجه أحمد (٢/ ٣١٥) والبخاري (٦/ ٣٦٢) (١١/ ٣) ومسلم (٤/ ٢١٨٣ - ٢١٨٤) كلهم عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "خلق الله -عَزَّ وَجَلَّ- آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفرٌ من الملائكة جلوس، فاستمع ما يجيبونك، فإنها تحيتك وتحية ذُريَّتك، قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، قال: فزادوه ورحمة الله، قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، وطوله ستون ذراعًا، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن".
(٢) ستأتي ترجمته.
(٣) هو عمر بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل أبو حفص البرمكي سمع من أحمد بن عثمان الأدمي وإسماعيل بن علي الحطبي ونحوهما.
قال الخطيب: حدثنا عنه ابنه علي، وكان ثقة صالحًا دينًا، سألت إبراهيم بن عمر البرمكي عن وفاة أبيه فقال: في جمادي الأولى من سنة تسع وثمانين وثلاث مئة.
(تاريخ بغداد (١١/ ٢٦٨ - ٢٦٩)).

<<  <   >  >>