قال الترمذي: هذا حديث حسن، ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر، وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار وبين عمر رجلًا مجهولًا. اهـ وقال الذهبي متعقبًا تصحيح الحاكم: فيه ارسال، وكذا قال البيهقي. قلت: وأما الترمذي فيشير إلى ما أخرجه أبو داود (٥/ ٨٠) وابن جرير في تفسيره (٩/ ٧٧ - ٧٨) عن بقية عن عمرو بن جعثم القرشي حدثني زيد بن أبي أنيسة عن عبد الحميد ابن عبد الرحمن عن مسلم بن يسار عن نعيم بن ربيعة عن عمر به. ونعيم هو الأزدي لم يوثقه إلا ابن حبان كعادته في توثيق المجهولين. قال ابن كثير في تفسيره (٢/ ٢٦٣): الظاهر أن الإمام مالكًا إنما أسقط ذكر نعيم بن ربيعة عمدًا لما جهل حال نعيم ولم يعرفه، فإنه غير معروف إلا في هذا الحديث، ولذلك يسقط ذكر جماعة ممن لا يرتضيهم، ولهذا يرسل كثيرًا من المرفوعات، ويقطع كثيرًا من الموصلات، والله أعلم. لكن للحديث شواهد كثيرة عن عدة من الصحابة والتابعين، منها: ١ - حديث عبد الرحمن بن قتادة السلمي -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (١/ ٣٠) (٧/ ٤١٧) وأحمد (٤/ ١٨٦) وابن حبان (١٨٠٦ - موارد) والحاكم (١/ ٣١ - ٣٢) عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن عبد الرحمن بن قتادة وكان من أصحاب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال سمعت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: خلق الله آدم ثم خلق الخلق من ظهره ثم قال: هؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي، قال فقيل: يا رسول الله! فعلى ماذا نعمل؟ قال: "على موافقة القدر". قال الحاكم: حديث صحيح قد اتفقا على الاحتجاج برواته عن آخرهم إلى الصحابة، وعبد الرحمن بن قتادة من بني سلمة من الصحابة، ووافقه الذهبي. قلت: بل سنده حسن فقط، لأجل معاوية بن صالح وهو الحضرمي صدوق له أوهام كما =