للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: في إثبات رؤيته لله تعالى في تلك الليلة.

الثالث: في وضع الكف بين كتفيه.

الرابع: في إطلاق تسمية الصورة عليه.

الخامس: قوله لا أدري لمَّا سأله فيم يختصم الملأ الأعلى.

أما الأول، فهو أن الإسراء من مكة إلى بيت المقدس، ومن بيت المقدس إلى السموات صحيح، وأنه كان يقظة، وقد نص أحمد على هذا في رواية المروذي، وحكي له عن موسى بن عقبة أنه قال: إن أحاديث الإسراء منام، فقال: هذا كلام الجهمية، وجمع أحاديث الإسراء فأعطانيها وقال: منام الأنبياء وحىٌ.

٨٧ - وقال يعقوب بن بختان سألت أبا عبد الله عن المعراج فقال: رؤيا الأنبياء وحي. فقد أثبت ليلة الإسراء، وأنكر قول من قال إنها منام، وقوله: رؤيا الأنبياء وحي، معناه: أنها لو كانت منامًا لكانت وحيًا، لأنهم (١) أعينهم تنام وقلوبهم لا تنام (٢).

والدلالة على صحته وإثباتها وجوه أحدها: قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: ١].

وهذا يدل على ثبوت الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ويدل على ثبوته إلى السماء قوله تعالى {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (٧)} [النجم: ٧]. فإن قيل: المراد به جبريل قيل: بل المراد به النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنه تقدم ذكر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأنه تقدم ذكر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وذكر جبريل بقوله {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (٢) وَمَا


(١) كتبت في الأصل: لأهم وفوقها: ن أي: لأن.
(٢) يشير إلى الحديث الصحيح وهو قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عندما سألته عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: "يا رسول الله! تنام قبل أن توتر؟ قال: تنام عيني ولا ينام قلبي". أخرجه أحمد (٦/ ٣٦، ٧٣، ١٠٤) والبخاري (٣/ ٣٣) (٤/ ٢٥١) (٦/ ٥٧٩) ومسلم (١/ ٥٠٩). وفي الباب عن أنس وأبي هريرة وأبي بكرة.

<<  <   >  >>