للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن بعدهم يخبر أنه رأى ربه، ولا ينقل عن أحد من أهل العصر الإنكار عليه فدلَّ سكوتهم على جواز ذلك.

١١٦ - من ذلك رقبة بن مسقلة (١) قال: رأيت رب العزة في المنام فقال: لأكرمِنَّ مثوى سليمان يعني التيمي.

١١٧ - وعن عطاء السليمي (٢) أنه رأى ربه في المنام فقال: ما هذا الخوف الشديد الذي تخافني، ألم تعلم أني أرحم الراحمين؟

١١٨ - وعن حمزة بن حبيب الزيات (٣) أنه رأي في المنام كأنه عُرض على الله فقال له: إقرأ القرآن كما علَّمتك، وذكر القصة بطولها.

ولا يصح حمل ذلك على أنهم رأوا بشارة ربهم لأن في الأخبار ما يسقط ذلك وهو قوله لأكرمَنَّ مثوى سليمان، وقوله ما هذا الخوف، وقوله اقرأ.

الثالث: جواز الإتيان عليه، وهذا غير ممتنع إطلاقه إذا لم يوصف بالانتقال، ومثل هذا قوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤] يجوز إطلاقه هذه الصفة عليه لا على وجه الانتقال والحدوث، وإن كان حرف


(١) رقبة بن مصقلة (ويقال مسقلة كما وقع في صحيح مسلم) العبدي أبو عبد الله قال عبد الله ابن أحمد عن أبيه شيخ ثقة من الثقات مأمون، وقال يحى: ثقة، وكذا قال النسائي والعجلي، وكان صديقا لسليمان التيمي (التهذيب ٣/ ٢٨٦).
(٢) عطاء السليمي الزاهد المشهور، قال ابن أبي حاتم (٦/ ٣٤٠): رأى عبد الله بن غالب، بايع ابن الأشعث، روى عنه نوح بن قيس، سمعت أبي يقول ذلك اهـ. ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وترجم له أبو نعيم في الحلية (٦/ ٢١٥ - ٢٢٦).
(٣) حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات القارئ أبو عمارة الكوفي، قال ابن معين ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن سعد: كان رجلًا صالحًا عنده أحاديث وكان صدوقًا، وقال الساجي والأزدي: يتكلمون في قراءته: وينسبونه إلى حالة مذمومة فيه وهو في الحديث صدوق سيء الحفظ ليس بمتقن في الحديث، وقال الحافظ: صدوق زاهد ربما وهم. (التهذيب ٣/ ٢٧ - ٢٨).

<<  <   >  >>