والثلجي هذا جهمي ضال، قال الذهبي في ميزانه (٣/ ٥٧٧): قال ابن عدي: كان يضع الحديث في التشبيه ينسبها إلى أصحاب الحديث يسابهم بذلك. قلت (أي الذهبي): جاء من غير وجهٍ أنه كان ينال من أحمد وأصحابه. ويقول: أيش قام به أحمد؟! قال المروزي: أتيته ولُمْتُه فقال: إنما أقول: كلام الله كما أقول: سماء الله وأرض الله. وكان يقول: أصحاب أحمد بن حنبل يحتاجون أن يذبحوا!! ويقول: عند أحمد بن حنبل كتب الزندقة! وتعرض الدارمي في "النقض على المريسي" له، ورد عليه في مواطن كثيرة من كتابه. ولا تعجب بعد هذا من دفاع إمام الجهمية في عصرنا، الكوثري الهالك عن إمامه هذا بقوله في تعليقه على كتاب "الأسماء" للبيهقي وهو يرد على ابن عدي قوله (أبو عبد الله الثلجي كذاب): وهذا غاية في التجرؤ وهكذا يكون من تحمسهم في الباطل! (يعني أصحاب الحديث) والثلجي إمام من أئمة المسلمين! وكان من بحور العلم آية في الورع، لكن الهوى يقتل صاحبه، وقد كشفت الستار عن وجه هذا التجرؤ في غير كتاب، وقد سبق بعض ما يتعلق بهذا، والعقيلي على تعنته لم يذكره في الضعفاء، ولابن عدي نزوات تقضي على نفسه! ". ثم انظر إليه وهو يهجم على حماد بن سلمة: وأحاديث حماد بن سلمة في الصفات تحتوي على غرائب تحتاج إلى تدوين كتاب خاص، راجع تكملة الرد على النونية (ص ٩٦)، والدفاع عن حماد بن سلمة ومحاولة تصحيح مثل هذا الحديث لا يصدر إلا ممن لا يعي ما يقول! فتبًّا لعقل يستسيغ الوثنية في الإسلام!! ويحاول الدفاع عن ضعفاء الأحلام، بعد وضوح العلل وتبين الخلل فيما يتمسك به أهل الزلل والله سبحانه هو الهادي. اهـ أقول: الله حسيبك فيما سطرته في ذم السلف وأهل الحديث وتنقصهم ورميهم بالوثنية وقصور العقل والجهل، وغيرها من الصفات التي أنت وأتباعك أحق بها وأهلها. فالحاصل أن حماد بن سلمة بريء من عهدة هذا الحديث، وقيل إن عكرمة أخطأ فيه. قال البيهقي: وقد حمل غيره (يعني ابن عدي) من أهل النظر في هذه الرواية على عكرمة مولى ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، وزعم أن سعيد بن المسيب تكلم فيه، وكذلك عطاء وطاووس ومحمد بن سيرين، وكان مالك بن أنس لا يرضاه. ومسلم بن الحجاج لم يحتج به في الصحاح. اهـ قلت: وكلامه فيه نظر، فقد دافع عن عكرمة الحافظ في التقريب، بقوله: ثبت عالم =