وقد احتار الدارمي -رَحِمَهُ اللهُ- في علة هذا الحديث فقال في "النقض" (ص ١٦٣): والله أعلم بهذا الحديث وعلته، غير أني أستنكره جدًّا، لأنه يعارض حديث أبي ذر أنه قال لرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه" ويعارضه قول عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-: من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية وتلت (لا تدركه الأبصار) فهذا هو الوجه عندنا فيه اهـ. والحديث فيه عنعنة قتادة وهو مدلس، فلعلها هي العلة، والله أعلم. وللحديث طريق أخرى موقوفة على ابن عباس. فقد أخرج البيهقي في الأسماء (ص ٤٤٤) عن إبراهيم بن الحكم بن أبان حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنه سئل: هل رأى محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ربه؟ قال: نعم، رآه كأن قدميه على خضرة دونه ستر من لؤلؤ، فقلت: يا ابن عباس أليس يقول الله -عَزَّ وَجَلَّ- {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} قال: لا أم لك! ذاك نوره الذي هو نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء. ثم نقل البيهقي عن ابن معين، تضعيفه لابراهيم بن الحكم بن أبان. وهو ضعيف عند جمهور المحدثين (انظر التهذيب).