الصريحة، والأحاديث الصحيحة على آراء المتكلمين، وأهواء المتكلفين:
أن الذي درج عليه صالحوا السلف، وانتهجه بعدهم خيار الخلف هو: التمسك بكتاب الله -عَزَّ وَجَلَّ-، واتباع نبيه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم ما روى عن الصحابة رضوان الله عليهم، ثم عن التابعين والخالفين لهم من علماء المسلمين.
والإيمان والتصديق بما وصف الله تعالى به نفسه، أو وصفه به رسوله، مع ترك البحث والتنقير، والتسليم لذلك، من غير تعطيل، ولا تشبيه ولا تفسير ولا تأويل. وهي الفرقة الناجية، والجماعة العادلة، والطائفة المنصورة إلى يوم القيامة فهم أصحاب الحديث والأثر -والوالد السعيد تابعهم- هم خلفاء الرسول، وورثة علمه وسفرته بينه وبين أمته.
بهم يلحق التالي، وإليهم يرجع الغالين وهم الذين نبزهم أهل البدع والضلال، وقائلو الزور والمحال: أنهم مشبهةٌ جهال، ونسبوهم إلى الحشو والطغام، وأساءوا فيهم الكلام.
فاعتقد الوالد السعيد وسلفه -قدس الله أرواحهم، وجعل ذكرنا لهم بركة تعود علينا- في جميع ما وصف الله تعالى به نفسه، أو وصفه به رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن جميع ذلك صفات الله -عَزَّ وَجَلَّ- تُمَرُّ كما جاءت، من غير زيادة ولا نقصان، وأقروا بالعجز عن إدراك معرفة حقيقة هذا الشأن.
اعتقد الوالد السعيد ومن قبله ممن سبقه من الأئمة: أن إثبات صفات الباري سبحانه: إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد، لها حقيقة في علمه، لم يُطلع الباري سبحانه على كُنْه معرفتها أحدًا من إنس ولا جان.
واعتقدوا: أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات، ويحتذي حذوه ومثاله، وكما جاء.