{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الزمر: ٦٧] أي تحت قدرته وملكه.
قيل. هذا غلط، لأن فيه إسقاط فائدة التخصيص بهذه القبضة، لعلمنا بقدرته على جميع الأشياء، فلا معنى لإضافة القُدرة إلى خلق آدم من قبضة قبضها، ولأن للقدرة، أسماء أخصّ به من القبضة، ولأنه إن جاز أن تُحمل القبضة على معنى القُدرة، وجب أن يُحمل قوله "ترون ربكم يوم القيامة" بمعنى ترون قدرته؟! وكذلك قوله "خلق آدم بيده" بمعنى بقدرته. فأما قوله {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الرمز: ٦٧] فلا يمتنع أن نقول فيه ما قلنا ها هنا.
فإن قيل: يحمل ذلك على معنى إظهار فعل هو الخلق والاختراع والإحداث كما قال تعالى {لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ}[يس: ٦٦] وكما قال تعالى {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}[يس: ٦٥] وليس ذلك طمسًا وختمًا على على معالجة.
قيل: هذا يُسقط فائدة التخصيص بآدم، لأن إظهار (١) الفعل موجود عند خلق غير آدم من سائر البشر، ولان لذلك اسمًا أخصّ به من القبض وهو الخلقُ والاختراع والأحداث، ولأن هذا يوجب أن يكون قوله {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} على معنى إظهار فعل، وكذلك يوجب تأويل قوله "ترون ربكم" على رؤية أفعال يظهرها، وقد أجمعنا ومثبتوا الصفات على خلاف ذلك.
وأما قول {لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ}{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ}، فإنما لم يُضف ذلك إلى الصفة التي هي اليد، لأنه ليس في الآية ما دلَّ على ذلك وفي القبضة ما دلَّ عليه من الوجه الذي ذكرنا، وهو أنه مخلوق باليد من القبضة فدلَّ على أنها قبضة باليد.
فإن قيل: تحمل القبضة على أنها لبعض الملائكة بأمر الله، كما يقال: