وفيه أبو الجنيد خالد بن الحسين الضرير، قال ابن معين: ليس بثقة، وقال ابن عدي (٣/ ٩١١): عامة حديثه عن الضعفاء أو قوم لا يعرفون. (١) أخرجه البخاري (٣/ ٤٧١، ٤٧٥) ومسلم (٢/ ٩٢٥) عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- قال للركن: أما والله إني لأعلم أنك حَجَرٌ لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- استلمك ما استلمتك، فاستلمه. وأخرجه مسلم (٢/ ٩٢٥ - ٩٢٦) من طرق أخرى عن عمر -رضي الله عنه-. (٢) وفي ختام هذا الفصل نقول، إنَّ مذهب سلف الأمة هو إثبات صفة "اليد" لربنا جل شأنه، ولا يلتفت إلى تأويلات بل تحريفات الجهمية وأشياعهم. وقَد ردَّ العلامة المحقق ابن القيم رحمه الله في كتابه الفذّ "الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" على من قال بتأويل هذه الصفة أو تعطيلها من عشرين وجهًا (٢/ ١٥٣ - ١٧١) وقال في خاتمة الفصل: ورد لفظ اليد في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع، ورودًا متنوعًا متصرفًا فيه، مقرونًا بما يدل على أنها يد حقيقة، من الإمساك والطي والقبض والبسط والمصافحة والحثيات والنضح باليد والخلق باليدين والمباشرة بهما وكتب التوراة بيده، وغرس جنة عدن بيده، وتخمير طينة آدم بيده، ووقوف العبد بين يديه، وكون المقسطين عن يمينه وقيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة عن يمينه وتخيير آدم بين ما في يديه فقال اخترت يمين ربي، وأخذُ الصدقة بيمينه يُربيها لصاحبها، وكتابته بيده على نفسه إن رحمته تغلب غضبه، وأنه مسح ظهر آدم بيده ثم قال له ويداه مفتوحتان اختر، فقال اخترت يمين ربي وكلتا يديه يمين مباركة، وأن يمينه ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، وبيده الأخرى القسط يرفع ويخفض، وأنه خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، وأنه يطوي السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يطوي الأرض باليد الأخرى، وأنه خط الألواح التي كتبها لموسى بيده، وقوله: الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلي. فهل يصح في عقلٍ أو لغة أو عُرف أن يقال قدرة الله؟ أو نعمته العليا ويد المعطي التي تليها؟ فهل يحتمل هذا التركيب غير يد الذات بوجه ما وهل يصح أنْ يراد به غير ذلك؟ وكذلك قوله "اليد العليا خير من اليد السفلى" =