للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحدثناه أيضًا عن طريق أبي بكر عبد العزيز بهذا اللفظ.

اعلم أنه ليس في حمله على ظاهره ما يُحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه، لأنَّا لا نُثبت ذراعًا جارحةً، ولا أَبْعَاضًا بل نثبت ذلك صفة، كما أثبتنا الوجه واليدين وغيرهما من الصفات.

فإن قيل: المراد بالجبار المتجبر من خلقه، لأن حمله على الله سبحانه يوهم الجارحة والعضو في صفته ويوهم الطول عليه (١).


= قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه للذهبي، وهو كما قالا.
وطريق رابع عن أبي هريرة، أخرجه الترمذي (٤/ ٧٠٣) عن محمد بن عمار حدثني جدي محمد بن عمار وصالح مولى التوَّأمة عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أُحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثلُ الربذة".
قال الترمذي: حسن غريب.
ومثل الربذة كما بين المدينة والربذة، والبيضاء: جبلٌ مثلُ أحد. قلت: وإسناده حسن لغيره، محمد بن عمار الأول هو ابن حفص، لا بأس به، وجده محمد بن عمار هو ابن سعد القرظ، وثق.
وقال الحافظ: مستور، وصالح صدوق مختلط.
وطريق خامس عن أبي هريرة مختصرًا، أخرجه مسلم (٤/ ٢١٨٩) والترمذي (٤/ ٧٠٤) عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعًا ولفظه: "ضرسُ الكافر أو نابُ الكافر مثل أُحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاثٍ".
فوائد: ورقان: بوزن قطران، جبلٌ أسود بين العَرْج والرُّوَيثة، على يمين المار من المدينة إلى مكة (النهاية ٥/ ١٧٦).
قوله: ضرسه مثل أحد وفخذه مثل البيضاء، جبلان تعظم أعضاء الكافر كعظمهما وتقتضي النسبة النبوية أن تكون البيضاء جبلا أكبر من أحد، كما أن الفخذ أكبر من الضرس (انظر عارضه الأحوذي ١٠/ ٤٨).
(١) قال ابن قتيبة في "تتأويل مختلف الحديث" (ص ١٤٥): إن لهذا الحديث مخرجًا حسنًا إن كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أراده، وهو أن يكون الجبار ههنا الملك، قال الله تبارك وتعالى {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} أي: بملك مسلط، والجبابرة الملوك، وهذا كما يقول الناس: هو كذا وكذا =

<<  <   >  >>