وقال ابن حبان عقب الحديث السابق: إن الجبار ملك باليمن يقال له الجبار (له ذراع معروف المقدار) (وانظر الترغيب ٤/ ٤٨٤) وقال المنذري: وقيل ملك بالعجم. وقال الحاكم: قال الشيخ أبو بكر -رضي الله عنه- معنى قوله "بذراع الجبار" أي: جبار من جبابرة الآدميين، ممن كان في القرون الأولى، ممن كان أعظم خلقًا وأطول أعضاء وذراعًا من الناس. وأبو بكر هو شيخ الحاكم أحمد بن إسحاق بن أيوب النيسابوري المعروف بالصَّبْغي الإمام العلامة المفتي المحدث له كتاب في "الأسماء والصفات"، وترجمته في العبر (٢/ ٢٥٨ - ٢٥٩) والسير (١٥/ ٤٨٣ - ٤٨٩) وغيرهما. وقال البيهقي في الأسماء (ص ٣٤٢): قال بعض أهل النظر: في قوله "بذراع الجبار" إن الجبار ههنا لم يعن القديم، وإنما عُني به رجلًا جبارًا كان يوصف بطول الذراع وعظم الجسم، ألا ترى إلى قوله {كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} وقوله {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} وقوله "بذراع الجبار" أي: بذراع ذلك الجبار الموصوف بطول الذراع وعظم الجسد، ويحتمل أن يكون ذلك ذراعًا طويلًا يُذرع به يُعرف بـ "ذراع الجبار"، على معنى التعظيم والتهويل، لا أن له ذراعًا كذراع الأيدي المخلوقة. اهـ (١) في الأصل: المعصية، وصوّبت في الهامش بـ "المقتة" ولعل الصواب ما أثبتناه.